حلّقت قاذفتان أميركيتان من طراز «بي-52» قرب جزر اصطناعية شيّدتها بكين في بحر الصينالجنوبي، وواصلتا مهمتهما على رغم تلقيهما تحذيراً باللاسلكي من مراقب جوي صيني. وهذا ثاني تحدٍ من واشنطنلبكين في النزاع حول البحر، بعد إبحار مدمرة أميركية الشهر الماضي قرب الحدود الإقليمية حول جزر «سبراتلي»، ما أغضب الصين. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون): «في رحلتين أقلعتا من (قاعدة) غوام وعادتا اليها في 8 و9 تشرين الثاني (نوفمبر)، نفذت قاذفتا بي-52 مهمة روتينية في المجال الجوي الدولي قرب جزر سبراتلي في بحر الصينالجنوبي، وتلقتا تحذيرين شفويين من مراقب صيني على الارض، لكنهما لم تقتربا إطلاقاً لأقل من 15 ميلاً من إحدى الجزر»، والتي أعلنت بكين سيادتها عليها حول الجزر. وأضاف ان «الطائرتين اكملتا مهمتهما من دون أي حادث، وعملتا طيلة تحليقهما وفقاً للقانون الدولي». وقال ناطق آخر باسم البنتاغون: «نجري رحلات لقاذفات بي-52 في المجال الجوي الدولي، في ذلك الجزء من العالم في كل الأوقات». وعلّق ناطق باسم الخارجية الصينية مؤكداً أن بلاده تحترم الدول التي تمارس حرية الملاحة والتحليق فوق بحر الصينالجنوبي، في إطار القانون الدولي. واستدرك: «نعارض تماماً أي بلد ينتهك القانون الدولي ويقوّض سيادة الصين وأمنها، بذريعة حرية الملاحة والتحليق». يأتي ذلك قبل زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما الاسبوع المقبل الفيليبين حيث سيحضر قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ، ويشارك فيه ايضاً الرئيس الصيني شي جينبينغ. ثم ينتقل الى ماليزيا حيث سيحضر قمة «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) وقمة شرق آسيا. وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس ان الخلافات حول بحر الصينالجنوبي «ستكون قضية رئيسة للنقاش» خلال القمم الثلاث و «في مناسبات ولقاءات أخرى خلال زيارتنا آسيا». وأضافت ان الولاياتالمتحدة «ترى دوماً وجوب تسوية هذه الخلافات بطرق سلمية وقانونية»، وزادت: «وضع قواعد سلوك يتفق عليها قادة المنطقة، خصوصاً الدول التي لها مطالب، وتطبيقها، سيكونان خطوة ايجابية الى أمام». واستدركت انها «لا تتوقع ان يكون ذلك احدى النتائج الملموسة لزيارة أوباما». الى ذلك، التقت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ، بعد رحلة نادرة لوفد من الكونغرس الأميركي إلى إقليم التيبت. وأوردت صحيفة «تيبت ديلي» الرسمية أن بيلوسي أشادت ب «تغييرات هائلة» في الإقليم، وبعمل جدي من الحكومة الصينية في «حماية الحريات الدينية والتقاليد الثقافية». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية ان سفينة دورية رصدت سفينة تجسس صينية قرب المياه الاقليمية لجزر «سينكاكو» في بحر الصين الشرقي، والتي تديرها طوكيو وتطالب بكين بالسيادة عليها. وأشارت الوزارة الى ان سفينة التجسس لم تنتهك المياه الاقليمية اليابانية على مسافة 12 ميلاً بحرياً. ووصف وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني تحركات السفينة بأنها «ليست معتادة»، لافتاً الى ان الجيش الصيني «يزيد بسرعة نشاطاته في البحر والجوّ». وأضاف ان اليابان تعتقد أن الصين «ستحاول توسيع منطقة نشاطاتها». لكن ناطقاً باسم الخارجية الصينية اعتبر ان «السفينة تجري نشاطات معتادة تتطابق مع القانون الدولي، ولا شيء محلّ خلاف فيها». ونقلت صحيفة «أساهي شيمبون» عن مصادر في وزارة الدفاع ان السفينة الصينية ربما دخلت المنطقة في مهمة تجسس، قبل مناورات ستنفذها القوات البحرية اليابانية هذا الشهر.