عين الرئيس المصري حسني مبارك أمس الدكتور أحمد الطيب شيخاً للجامع الأزهر ليخلف الدكتور محمد سيد طنطاوى الذي توفي في السعودية قبل أسبوع. من جهة ثانية، بحث الرئيس المصري حسني مبارك الذي من المتوقع ان يعود الى القاهرة في نهاية الاسبوع، في اتصالين هاتفيين أجراهما أمس مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والزعيم الليبي معمر القذافي تتطرق خلالهما إلى الأوضاع الأخيرة في المنطقة والاستعدادت للقمة العربية المقرر عقدها أواخر هذا الشهر في مدينة سرت الليبية. وأصدر مبارك الذي يمضي فترة نقاهة في مستشفى هايتبرغ الألماني بعد الجراحة التي أُجريت له، قراراً جمهورياً بتعيين الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخاً للأزهر. ويملك رئيس الجمهورية وحده صلاحية تعيين شيخ الأزهر، لكنه لا يحق له عزله من منصبه. وكان الطيب (66 عاماً) يتولى رئاسة جامعة الأزهر منذ العام 2003، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية. ولم يدخل شيخ الازهر الجديد في معارك كلامية خلال فترة رئاسته جامعة الأزهر، ولم يصدر حين كان مفتي مصر فتاوى مثيرة الجدل. ويصفه علماء الأزهر بأنه «هادئ الطباع». ويؤكد عارفوه أنه «واسع العلم، ومن أوائل الشيوخ الذين تبنوا الحوار بين الأديان والثقافات»، علما انه يرأس لجنة حوار الأديان في الأزهر وهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية (أعلى هيئة علماء في الأزهر) وسيرأس المجلس بعد تعيينه شيخاً للأزهر. وعمل الطيب معيداً ثم أستاذاً وعميداً في كليات الأزهر ولديه مؤلفات في الفقه والشريعة، ويشتهر بميله إلى التصوف ودعوته الدائمة إلى الحوار بين أتباع الديانات، كما يؤكد في خطبه على العدالة كمنهج إسلامي أصيل. ويتحدث الطيب القادم من محافظة المنيا (صعيد مصر) اللغتين الفرنسية والإنكليزية بطلاقة، وكان ترجم عدداً من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية، وعمل محاضراً جامعياً لبعض الوقت في فرنسا. إلى ذلك، أفادت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية أن مبارك أجرى أمس من مستشفى هايتبرغ اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تطرق خلاله إلى الأوضاع الراهنة في المنطقة، وما يحدث من انتهاكات اسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة. كما أجرى اتصالاً آخر بالزعيم الليبي معمر القذافي بحث خلاله في المحاولات الجارية لانجاح القمة العربية. ويعد الاتصالان الهاتفيان أول نشاط رسمي للرئيس المصري منذ اجرائه جراحة لاستئصال الحوصلة المرارية وورم حميد في السادس من آذار (مارس) الماضي في ألمانيا. وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس أجرى اتصالات هاتفية صباح أمس من المستشفى لمتابعة شؤون الدولة وتطورات الأحداث الجارية. فاتصل برئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف وبالغه ان ه سيعود في نهاية الاسبوع الى مصر، وبكل من رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف ووزراء الدفاع والانتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي والداخلية اللواء حبيب العادلي والخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات اللواء عمر سليمان.