وجد عدد من سكان مدينة جدة في الاستبانة التي أطلقتها أمانة المحافظة أخيراً، فرصة ل«فش الخلق» والتعبير عن عدم رضائهم على أداء هذه الدائرة خلال الفترة الماضية إذ سجلت «الحياة» تحركات جادة عبر خدمة «البلاك بيري» تهدف إلى حشد الأصوات لرفع شعار واحد يطالب بإخراج ما يختلج صدور «الجداويين» حيال «الأمانة». وعلى رغم أن الوقت لم يسعف «الحياة» على تحديد مدى الإقبال على حملة «فش الخلق» من قبل سكان جدة بسبب أن الاستبانة لم يمض على وضعها سوى يومين، إلا أن خالد عسيري يرى في هذه الاستبانة فرصة ممتازة لإبداء آرائه حول الخدمات التي تقدمها أمانة محافظة جدة، ويقول ل«الحياة»: «عملت على تعبئة الاستبانة الخاصة بالأمانة، خصوصاً أنها فرصة للتعبير عن آرائنا بكل وضوح وشفافية كسكان لهذه المدينة». مشيراً إلى أنها خطوة إيجابية من قبل الأمانة ولكن جاءت متأخرة جداً، ويقول: «تعد فكرة الاستبانة جيدة وخطوة إيجابية تحسب لمسؤولي أمانة جدة، ولكن توقيتها متأخر جداً، لا سيما أن غالبية المواطنين فقدوا الثقة فيها». ولفت إلى أهمية أن تبدأ أمانة محافظة جدة في التفكير بشكل جدي بتغيير منهجها في التعامل مع قاطني المدينة، ويقول: «نريد تطويراً ملموساً في الخدمات على أرض الواقع، وليس من خلال قرارات وخطط ومشاريع يعلن عنها دوماً من دون أن نرى منها شيئاً». والملاحظ أن العبارة التي اختارتها أمانة محافظة جدة كمقدمة للاستبانة، والتي تؤكد فيها سعيها إلى الارتقاء بجودة المعيشة في العروس، وتشدد على أن رأي السكان يعد مصدراً رئيساً للمعلومات التي تستند عليها لتطوير أدائها، لم تشفع لها في تخفيف حدة الامتعاض التي يحملها بعض السكان تجاهها، إذ يرى المواطن محمد السليمان أن الأمانة عاجزة عن تغيير أفكار المواطنين بهذه الطريقة، خصوصاً في ظل انعدام الثقة فيها من قبلهم، ويقول ل «الحياة»: «إن تعبيرنا عن آرائنا في خدمات الأمانة من خلال هذه الاستبانة لن يغير نظرتنا لها، فلم نر تغيراً واضحاً في تعاملاتها أو خدماتها». واستدرك بالقول: «أين الضمانات التي ستمنحنا إياها الأمانة بعد أن نبدي آراءنا حيال خدمتها، إذ لا أرى في هذه الاستبانة إلا خطوة تهدف من ورائها إلى الخروج من الحرج، من سوء خدماتها الذي أصبح واضحاً للعيان بعد كارثة السيول». هذا الحراك الذي يصنفه بعض المراقبين ضمن قائمة المتغيرات على طبيعة المجتمع السعودي، طرح عدداً من التساؤلات لاكتها ألسن سكان من كانت «عروساً للبحر الأحمر» يأتي في مقدمها: «لماذا يتم طرح مثل هذه الاستبانة حالياً؟ وهل لكارثة جدة دور في ذلك؟». وفي الوقت الذي تعد الإجابة عن تلك التساؤلات أمراً في غاية الصعوبة، يؤكد صالح السيف ل «الحياة» أن قناعته في أمانة محافظة جدة لن يغيرها مثل هذه الاستبانة، ويقول: «لن تغير قناعاتي بسوء خدمات الأمانة من خلال استبانة نشرتها عبر صفحتها الرئيسة في داخل موقعها الإلكتروني». وأعتبر أن تعبئة استبانة الأمانة حول مدى رضا سكان جدة عن خدماتها مضيعة للوقت، ويقول: «أين هذه الاستبانة في الماضي عندما كان هنالك شريحة كبيرة من سكان جدة يطالبون الأمانة بتحسين خدماتها». ولفت إلى أن قناعته الداخلية تشير إلى أن هذه الفكرة لن تغير شيئاً في مستوى خدمات الأمانة حتى لو أبدى جميع سكان من كانت عروساً للبحر الأحمر امتعاضهم واعتراضاتهم على مستوى خدماتها.