تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعم قطاع السياحة في مواجهة الخسائر المتوقعة من حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء نهاية الشهر الماضي، بعدما قدرتها وزارة السياحة ب2.2 بليون جنيه (280 مليون دولار) شهرياً. ووعد خلال زيارة لمنتجع شرم الشيخ أمس، ب «عدم انطفاء الأنوار» في المناطق السياحية على البحر الأحمر. وتوقفت طائرة السيسي في مطار شرم الشيخ أمس في طريق عودته من الرياض، وجاب المطار وعدداً من المنتجعات، والتقى سياحاً ومسؤولين محليين. واعتبر أن هدف الزيارة «طمأنة الناس في الداخل والخارج». وقال: «جئت إلى شرم الشيخ لإرسال رسالة إلى المستثمرين، نحن معهم وسنساندهم». وتعهد أن «أنوار شرم الشيخ والغردقة لن تنطفئ». ووعد ب «دعم قطاع السياحة في مواجهة ما يحدث». وأضاف في تصريحات من داخل المطار: «خلال الشهور الماضية، كانت هناك مراجعة دورية لإجراءات الأمن، وكل الدول طلبت إرسال اختصاصيين، رحبنا بذلك. يهمنا أن من يأتي إلى مصر يكون آمناً». لكنه أشار إلى أنه كان يتمنى «ألا نستبق نتائج التحقيقات. سنتعامل بمنتهى الشفافية وسنعلن نتائج التحقيق بمجرد انتهائه». ورأى أن استباق التحقيقات «لن يأتي في مصلحة الجميع». واعتبر أن «هناك ضغوطاً تتعرض لها مصر، وأهل الشر يحاولون عرقلة النجاح الذي نحققه... اصطفاف المصريين هو ما يجعلنا نتصدى لهذا. الشعب المصري أثبت قدرة غير طبيعية على مواجهة كل الضغوط. إرادة الشعب المصري لن تنكسر، والضغوط لن تنتهي لأن مصر تريد النجاح وكلما نجحت ستزيد الضغوط». وتزامنت الزيارة مع إعلان وزير السياحة هشام زعزوع أن الخسائر نتيجة قرار بريطانيا وروسيا تعليق السفر إلى مصر قد تصل إلى 2.2 بليون جنيه (280 مليون دولار) شهرياً. وقال في مؤتمر صحافي عقد أمس إن «الخسائر قد تصل إلى 6.6 بليون جنيه إذا استمر تعليق السفر لمدة ثلاثة شهور»، مشيراً إلى أن «السوقين الروسية والبريطانية مصدران أساسيان تعتمد عليهما حركة السياحة في شرم الشيخ بنسبة تصل إلى 66 في المئة، كما أنهما يمثلان 52 في المئة من السياحة في الغردقة». ورأى أن «مواجهة هذه الأزمة تنطلق من وضع خطط تفصيلية للسوقين الروسي والبريطاني، يتم البدء بها بمجرد رفع الحظر الموقت من قبل الدولتين على السفر إلى شرم الشيخ، كما سيتم إعداد حملات قوية للسياحة الداخلية وتسهيلات للمواطنين المصريين للتوجه إلى المقاصد السياحية». وقال إن اجتماع «مجلس الوزراء المقبل سيعقد في مدينة شرم الشيخ، وتم إقرار موازنة 5 ملايين دولار من صندوق السياحة لدعم وتنشيط السياحة الداخلية من خلال دعوة المشاهير إلى زيارة مصر». وأوضح أن «مجلس الوزراء وافق خلال اجتماعه أمس على التسهيل للقطاع الخاص العامل في السياحة». لكنه لم يحدد طبيعة التسهيلات. وقالت الحكومة في بيان عقب اجتماعها أمس إن وزير السياحة «عرض تقريراً عن التحركات العاجلة لمواجهة تداعيات حادث سقوط الطائرة، وخطة وزارته لإدارة الأزمة، والتي تتضمن العمل على تحسين الصورة الذهنية المرتبطة بالحادث، من خلال مساندة القطاع السياحي، وإطلاق حملة علاقات عامة تشتمل على تكثيف نشر المقالات التي تؤكد الجوانب الإيجابية للسياحة في مصر، ودعوة مشاهير كتاب الرأي في الأسواق السياحية الكبرى إلى زيارة مصر، فضلاً عن تنشيط السياحة الداخلية والسياحة العربية، والسعي إلى الحفاظ على الحركة السياحية الدولية من المصادر السياحية الأخرى، إلى جانب تشجيع المصريين في الخارج على السياحة في مصر». وعقد مسؤولون في وزارة الخارجية مساء أمس اجتماعاً مع السفراء الأوروبيين المعتمدين لدى القاهرة وبعثة الاتحاد الأوروبي، تناول «تداعيات الموقف الناجم عن حادث سقوط الطائرة الروسية». وشددت القاهرة على «ضرورة عدم استباق النتائج حول تحقيقات الطائرة، في ظل الأضرار التي انعكست سلباً على الاقتصاد المصري من قرارات بعض الدول الأوروبية لتغيير إرشادات سفرها إلى شرم الشيخ». وأعلنت القاهرة أمس السماح بمشاركة أميركية في تحقيقات سقوط الطائرة التي توقع الكرملين ألا تنتهي قبل نهاية العام. وأوضحت وزارة الخارجية المصرية أن السماح بالمشاركة الأميركية في التحقيقات سببه أن «قواعد عمل لجنة التحقيق الفنية وفقاً للاتفاقات الدولية المنظمة لعمل تلك اللجان، تسمح بالمشاركة في التحقيق للدول التي قامت بتصنيع الطائرة أو محركاتها، أو التي تم تسجيل الطائرة بها، إضافة إلى الدولة التي وقع فيها الحادث والدول التي يحمل الضحايا جنسياتها». وأضاف أن «الجهات المصرية المعنية بالإشراف على عملية التحقيق قامت بالفعل بإخطار تلك الدول منذ بداية الحادث، ومن ضمنها مجلس سلامة النقل الأميركي، باعتبار أن الشركة المصنعة لمحرك الطائرة أميركية، إذ ان قواعد وإجراءات عمل اللجنة تسمح للدول المشاركة بضم مستشارين فنيين لدعم ممثليها المعتمدين لدى اللجنة». وكان رئيس ديوان الرئيس الروسي سيرغي إيفانوف توقع ألا تنتهي التحقيقات قبل نهاية العام الحالي. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن إيفانوف قوله: «يستحسن التزام الاستخبارات الروسية الصمت، لأن على الاستخبارات ألا تعلن ما لديها من معلومات، والتزام الصمت لا يعني أن الاستخبارات لا تعرف شيئاً». وشدد على أنه «لم يتم بعد الكشف عن أسباب الحادث، وفرضية العمل الإرهابي تبقى واحدة من الفرضيات». وأشار إلى أنه يشك في إمكان اختتام التحقيق خلال العام 2015.