يبدأ برنامج «الحياة كلمة» عامه السادس» الجديد»، بالخوض في قضايا كبيرة، ويقلّب لأجل ذلك ملفات ضخمة، يستغرق بعضها الأخذ والرد فيه أكثر من حلقة، أول هذه الملفات التي ستوضع اليوم على الطاولة المستديرة التي يجلس إليها المشرف العام على مؤسسة «الإسلام اليوم» الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة، ومقدم البرنامج فهد السعوي ستكون عن «التعليم»، وسيستغرق ذلك ست حلقات متتالية، أولاها بعنوان: «التعليم العام»، التي سيذهب النقاش فيها إلى مناطق «لم يمسسها بشر»، بالبحث في مشكلات التعليم القاتل للإبداع، والقائم على الحَشْو والتلقين، مضياً نحو البيئة التعليمية وحقوق الطلاب. ولهذا الغرض عقد معدو البرنامج مع الشيخ سلمان العودة مجموعة ورش نظراً إلى ضخامة الملف، وأهمية تقليبه بشفافية وحياد - بحسب فهد السعوي - الذي يرى أن للتعليم «دور رئيسي في الرفع من مستوى الفرد، وتقدم الأمم على المستويات كافة، بصفته أهم سلاح في مواجهة الانحراف الفكري والعقدي، ولأنه السبيل لنهضة الأمة ورقي الشعوب». مشيراً إلى أن هذه الخطوة «تأتي استكمالاً للرسائل التي أخذ البرنامج على عاتقه منذ انطلاقته قبل خمس سنوات إيصالها إلى الآخر رغبة في بناء الولد والبلد». ولا يخفي السعوي حساسية الملف، وأن التعامل معه مرّ بمناطق شائكه، «كمنت صعوبتها في كيفية طرحها بمهنية تلتزم الحياد ولا تجعل باب الحقيقة موارباً، ولا تخدع الناس»، ويضيف: «لهذا رغبنا في أن نتوسع في مناقشته لضخامته أولاً، ولأن الرأي فيه يحتمل كل التجاذبات». وسرداً لعناوين الحلقات الخمس الأخرى، التي تدور في فلك التعليم، يوضح السعوي بالقول: «التعليم والمجتمع سيكون عنوان الحلقة الثانية، وتحته تندرج عناوين أخرى تتلخص في الجدلَ وضيق الدائرة في التفاصيل، وصراع الاتجاهات وأثره في التعليم، وما إذا كانت المناهج تتغير أم تتطور، وهل النشاط الطلابي عِبْء أم تنوير، كما سنضع الأسرة وتفاعلها ضمن دائرة كبيرة تحت مسالط أضواء ساطعة» ويتابع: «أمَّا الحلقة الثالثة فستكون مخصصة للحديث عن «المعلِّم»، وسيتركز الحديث فيها على تأهيله وحقوقه وأوضاعه وشيوع السخط والإحباط في أوساط المعلمين». لافتاً إلى أن الحلقة الرابعة من ملف التعليم ستكون عن «التعليم العالِي»، وفيها سيتم التطرق إلى الجامعات العربية والتصنيفات العالمية وجدل التعليم لذاته أو لحاجات السوق والطلاب الذين لا يعرفون كيفية اختيار التخصص وسلطة الأستاذ الجامعي وحقوق الطلاب، ومأزق البحوث العلمية. ويستطرد: «خصصنا الحلقة الخامسة للحديث عن «المناهج» التعليمية، وفيها سنعقد مقارنات عالمية وعربية، وسنعرج على الطريقة التي توضع بها المناهج في العالم العربي وتكوين المعلّم الفكري والثقافي وطريقة توصيله للمعلومة، وتجاوزات المعلِّمين على المنهج، وسنركز في النقاش على أن المناهج بناء تراكمي هادئ لفكر ووعي الطالب، ويجب ألا تكون خطّ مواجهة بين تيارات وأجنحة أو ملعباً لتصفية الحسابات». وكشف السعوي أن الحلقة الأخيرة من هذا الملف «ستكون خاصة بالتعليم الفني والمهني، وقياس طول المسافة التي يجب أن نقطعها بغية التخلص من ثقافة العيب والتقاليد الاجتماعية التي تضرب هذا النوع من التعليم في الصميم»، ويزيد: «لا يزال المجتمع بحاجة إلى إعادة تأهيل مستمر لتقبل هذه الفكرة بأريحية على رغم كل التقدُّم الذي حصل في الوعي العام، هناك دول صناعية كبرى يمثِّل التعليم الفني والمهني عصب حياتها التجارية والاقتصادية، النفط لا يدوم والتركيز على هذا النوع من التعليم ضمانة اقتصادية مهمة للاقتصاد الوطني، كما أننا سنذهب إلى الحديث عن المرأة وتجاهلها في هذا النوع من التعليم، وسنقدم لمحات عن تجارب مهنية نسائية». يذكر أن «الحياة كلمة» يُبَثّ الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت السعودية على قناة «mbc» وإذاعة «إم بي سي بانوراما FM» بالتزامن كل يوم جمعة، ويتم طرح عناوين الحلقات عبر موقع البرنامج على الانترنت، لاستقبال المداخلات وتلقي الاتصالات حول المحاور المطروحة، كما أنه يجيب عن استفسارات المشاهدين على الهواء مباشرة.