أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عزم اللجنة الرباعية على إصدار وثيقة «تؤكد مواقف واضحة وثابتة وتشدد على كل ما اتخذته الاسرة الدولية سابقاً من قرارات متعلقة بشروط المحادثات المباشرة ومهامها بين اسرائيل والفلسطينيين». ورفعت موسكو أمس سقف التوقعات من لقاء «الرباعية» الذي يعقد اليوم على مستوى الوزراء، إذ شدد وزير الخارجية بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على «عزم اللجنة توقيع وثيقة تؤكد مواقف واضحة وقاطعة وتعيد تأكيد القرارات الدولية السابقة مع الحرص على تطبيقها على أرض الواقع». وأوضح أن روسيا «تعتبر أن على المشاركين في الرباعية إصدار أحكام قاطعة»، مضيفاً أنه «في ما يخص ردود أفعال الطرفين، فإننا سنسعى إلى أن تكون بناءة». وكان بان أشار إلى أن الوثيقة المنتظرة ستتضمن إدانة بناء إسرائيل وحدات سكنية استيطانية جديدة بصورة غير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأعلن أنه ينوي التوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة، لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين في اختتام اجتماع «الرباعية» (روسيا والولايات المتحدة وهيئة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي). وأوضح بان في المؤتمر الصحافي المشترك أنه يعتزم دعوة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى استئناف الحوار، مشيراً إلى أنه سيعمل أيضاً على تقويم الوضع الإنساني الحالي في قطاع غزة، ومشدداً على انه «ليس هناك بديل عن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وشدد على أنه يشاطر روسيا موقفها ويؤيد جهودها الرامية إلى إحياء عملية السلام. لافروف وكلينتون وعقد لافروف لاحقاً جولة محادثات مطولة مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون تناولت، إضافة إلى ملف الشرق الأوسط، مسائل عدة بينها مسائل الأمن الاستراتيجي والوضع في أفغانستان. وشدد الوزيران في مؤتمر صحافي ختامي على نية «الرباعية» العمل على دفع جهود استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وتجنب الطرفان الاشارة مباشرة إلى تطورات الوضع في القدس، بالاضافة الى ملف الاستيطان، لكن كلينتون أكدت أن المطلوب «أن تنطلق المفاوضات، وان نتمكن من الوصول الى تطبيق القرار في شأن قيام الدولة الفلسطينية» وأضافت: «لدينا مشاكل عدة، وكما دلتنا تجارب سابقة، علينا ان نتجاوزها، وعلى الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي أن يدركا أهمية الوصول الى حل، وأن يساعدا على تعزيز فرص السلام». وكان اللافت أن الوزيرين تجنبا أيضاً خلال المؤتمر الصحافي الإشارة إلى الوثيقة التي تحدث عنها لافروف وبان، ما دفع محللين روس إلى الحديث عن تباين في وجهات نظر موسكو وواشنطن في شأن ضرورة تصعيد لهجة البيان الختامي للجنة الرباعية.