يبدو أن حس الفكاهة السعودي لا يقف عند حدّ، فعبر الوسم الهندي، الذي تصدر «الترند العالمي» أياماً، استعرض فيه السعوديون كثيراً من أخبارهم وقضاياهم في الوسم السياسي المعارض لحزب المؤتمر الوطني وسياسة الحكومة الهندية. ونشأ على خلفية انتقادات الزعيم البرلماني مانيش تيواري الحكومة الهندية، واتهامها بالتعامل مع تنظيم «داعش» الإرهابي. وعلى رغم أن «الهاشتاق» انطلق قبل نحو ثلاثة أشهر، إلا أن نشاط السعوديين فيه أبقاه حياً حتى الساعة، بعد أن وضعوا فيه أخبارهم بسخرية، متناولين قضايا تشغل المجتمع السعودي. بينما نشر فيه آخرون مقاطع وروابط تُعرف بالدين الإسلامي، ظناً منهم أن الوسم يتعلق بالسجال الديني في المجتمع الهندي. وشارك من كان يبحث عن عاملته الهاربة عبر الوسم باستجداء «عقيم»، لعل أحد المغردين يساعده في الوصول إليها. ووضع مغرد آخر مقطع الفيديو لوزير الإسكان ماجد الحقيل، الذي أثار السعوديين عن مشكلة الإسكان المرتبطة بالفكر. ولم يخل الوسم من مناوشات مشجعي كرة القدم، التي أخذت حيزاً كبيراً، إذ تبادلوا الألقاب والتعريف باللاعبين والبطولات مع العبارات المتعارف عليها لإثارة غضب الفريق المنافس لهم. وتنوعت مشاركات سعوديين آخرين، بين أدعية، وآيات قرآنية، وصور إيجابية عن السعودية، وهناك من شاركوا بشكوى من المشاريع المتعثرة ومقارنات بشكل كوميدي بلهجة عربية مكتوبة بأخطاء مقصودة، على الطريقة التي يتحدث بها السعوديون مع العمال الهنود في بلادهم. وكان للجريمة في المجتمع السعودي حضورها الأبرز في الوسم، إذ استعرض المشاركون أبرز الجرائم المرتكبة أخيراً، مثل جرائم العاملات المنزلية، والتفجيرات الإرهابية. والأغرب أن كل تغريدات السعوديين كانت باللغة العربية. وبين رواد الوسم من أخذ «يخمن» من أي لغة «الهاشتاق»: صينية، أم كورية، أم أوردو، أم بنغالية، أو هندية؟ وبدأت محاولة معرفة ما إذا كان يدور حول مطالبات الهنود برفع الرواتب، أو هو امتعاض من مسؤول. وشارك كثيرون بتغريدات لا تمت إلى الوسم بصلة، بإعلانات وأخبار ونكات لمجرد استغلال «الترند» فقط.