للمملكة العربية السعودية دور بارز في دعم التقارب بين الثقافة العربية والثقافة اللاتينية، إذ استضافت الاجتماع الثالث لوزراء الثقافة في الدول العربية ودول أميركا الجنوبية خلال الفترة من 28 إلى 30 نيسان (أبريل) 2014 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - تجسيداً لرؤية المملكة المعززة لمسيرة التواصل الثقافي والحواري بين العالم العربي والعالم أجمع، وضرورة تعميق المعرفة بالآخر، والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري. وأعلنت المملكة العربية السعودية العام الماضي إنشاء «بوابة إلكترونية للثقافة العربية - الأميركية الجنوبية» للعناية بنشر وتبادل الأعمال الثقافيّة بين الجانبين، على أن يتم التنسيق في ذلك مع الأمانة العامّة في الجامعة العربية، وترتيب آليات المشروع كاملة حتى يتم إقراره والعمل به. كما أنشأت المملكة «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية» الذي يواصل جهوده برعاية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، في خدمة الدين الإسلامي وتعزيز الهوية اللغوية في العالم، ومواجهة ضعف الحضور اللغوي لكثير من اللغات العالمية في مقابل سطوة لغة أو اثنتين، وذلك بتأثير العولمة ووسائل التواصل والإعلام. إضافة إلى ذلك أعلنت المملكة تأسيس «جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للحوار الحضاري» وأنشئ في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) «برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام» كما أنشئ بالرياض «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات» إلى جانب إنشاء «جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - العالمية للترجمة» التي تهدف إلى دعم التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم. ويعد التأثير العربي في مجتمعات دول أميركا الجنوبية تأثيراً أصيلاً، تعزّزت معه لغة الحوار بين الجانبين بالدفعة القوية التي وجدها بعد قيام حوار رسمي بين المجموعة العربية والأميركية الجنوبية المعروف باسم (ASPA) وما نتج منه من قمم واجتماعات وزارية ولجان جعلت العمل الثقافي من صميم مكونات الحوار. وبرز عدد من الإنجازات في تاريخ التعاون الثقافي العربي الأميركي الجنوبي، منها: إجراء مجموعة من الدراسات والأبحاث المشتركة، وإصدار مجلة للدراسات بعنوان (المجلة العربية - الأميركية الجنوبية) وترجمة كتب من العربية إلى الإسبانية والبرتغالية والعكس، إلى جانب إنشاء مكتبة افتراضية، ومشروع المعرض المتنقل (قصة نهري الأمازون والنيل) ومعرض الصور الفوتوغرافية (الوجود العربي في أميركا الجنوبية).