في ضوء قرار الادارة الاميركية عدم الدخول في مواجهة علنية او معارك كلامية مع اسرائيل على خلفية قرار بناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية، انتقلت الأزمة بين الجانبين من العلن الى الكواليس، من دون ان تغلَق تماماً امام التسريبات الاعلامية التي كشفت ان واشنطن أمهلت حكومة بنيامين نتانياهو حتى موعد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في موسكو غدا، لتلقي الرد على مطالبها. كما كشفت ان الاخير يبحث في ايفاد مستشاره الخاص الى واشنطن للاتفاق على صيغة لانهاء الازمة تمهيداً للقاء بين نتانياهو ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الاسبوع المقبل. في غضون ذلك، خيم هدوء نسبي على مدينة القدس فيما شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة مواجهات مع قوات الاحتلال، كما تظاهر الآلاف في مصر وسورية ولبنان احتجاجاً على الاجراءات الاسرائيلية في القدس التي أعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انها ستكون «بنداً خاصاً على جدول اعمال القمة العربية» في ليبيا. وجدد الرئيس محمود عباس، خلال استقباله الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، رفضه العودة الى المفاوضات غير المباشرة قبل تنفيذ اسرائيل التزاماتها، وأبرزها وقف الاستيطان، خصوصاً في القدس. ودعا الاتحاد الاوروبي الى الضغط على اسرائيل للوقف التام للاستيطان والغاء الخطط الاخيرة وضمان عدم تكرارها، وذلك في رسالة خطية سلّمها الى مفوضة الشؤون السياسية والخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون التي وصلت الى رام الله قادمة من الاردن في طريقها الى غزة اليوم للاطلاع على المعاناة الانسانية هناك. ومن المقرر ان تعقد اللجنة الرباعية في موسكو اجتماعا غير رسمي اليوم، على ان تعقد الاجتماع الرسمي غداً بحضور كلينتون وآشتون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. واكدت موسكو انها تعلق «اهمية بالغة» على الاجتماع، مشيرة الى انها نجحت «في اقناع الشركاء بضرورة تنظيم لقاء وزاري خاص يتفرغ لمناقشة ملفات المنطقة»، في وقت رجح مصدر رفيع في وزارة الخارجية الروسية صدور «قرار قوي» عن الاجتماع يجدد ادانة «التصرفات الاحادية» في الاراضي المحتلة. غير انه بدا امس من التسريبات الاعلامية الاسرائيلية ان نبرة الاعلان الذي سيصدر عن «الرباعية» مرتبطة بمدى استجابة اسرائيل للمطالب التي طرحتها كلينتون خلال الاتصال الهاتفي مع نتانياهو الجمعة الماضي، والتي تتلخص في الغاء اسرائيل الخطط الاستيطانية الاخيرة، والقيام بلفتات طيبة تجاه السلطة الفلسطينية، واعلان اسرائيلي صريح بأن المفاوضات ستتناول القضايا الجوهرية وبينها القدس، وتخفيف الحصار على غزة. في هذا الصدد، افادت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان واشنطن تصر على تلقي الرد الاسرائيلي على مطالبها في غضون يوم وقبل انعقاد اجتماع «الرباعية». وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن احد المقربين من كلينتون قوله انها قد تجري اتصالا هاتفيا مع نتانياهو الاربعاء قبيل توجهها الى موسكو، لكن وزارة الخارجية الاميركية اعلنت في وقت لاحق مساء امس ان كلينتون لم تجر الاتصال. من جانبه، عقد نتانياهو امس اجتماعا ل «المنتدى الوزاري السباعي» لبلورة موقف اسرائيل من مطالب كلينتون، وفي مقدمها الغاء قرارات الاستيطان الاخيرة. وافادت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان نتانياهو لا يعتزم التنازل عن «حق البناء في ارجاء القدس»، لكنها لم تستبعد ان يعلن تجميد قرار البناء الاخير في مستوطنة «رمات شلومو» الذي اشعل الازمة، وهو امر استبعدته صحيفة «اسرائيل اليوم» القريبة من نتانياهو. وافادت ان الاخير يفكر في ايفاد مستشاره الخاص المحامي اسحق مولخو الى واشنطن للقاء كلينتون في محاولة للتوصل الى صيغة تسوية للازمة تمهد للقاء نتانياهو - كلينتون على هامش مؤتمر «ايباك» في واشنطن الاسبوع المقبل. واضافت الصحيفة ان الاتفاق الجاري بلورته يتضمن اعلانا اسرائيليا ب «الا تتكرر اعمال من شأنها اعاقة المفاوضات»، واعلاناً آخر بأن اسرائيل مستعدة للخوض في القضايا الجوهرية في المفاوضات غير المباشرة، ومن ضمنها قضيتا القدس واللاجئين.