رقصت إليانا فيغوريا فالديفيا بحذاء الباليه الخفيف التانغو الأرجنتيني على خشبة مسرح دار الأوبرا في دمشق. لم توقفها حركات الرقصة الشعبية المدرجة العام الماضي على لائحة «يونيسكو» للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، عن قفز الباليه الرشيق، فطارت برفقة الراقص إيناكي أورليزاغا الحائز جائزة «ماريا روانوفا» كأفضل راقص في الأرجنتين عام 2003. لم يشرح كتيب الدار طبيعة العرض مكتفياً بتقديمه على أنه «أمسية رقص تانغو»، لكن 12 راقصاً وراقصة في فرقة «باليه كونشيرتو» الأرجنتينية تمكنوا من تفسير أنفسهم بالرقص في لوحات مزجت موسيقى ورقصات التانغو، مع تقنيات الباليه الكلاسيكية المحددة. عمر الفرقة البالغ عشر سنوات، مكَّن المنضمين إليها من تأدية أدوار مطورة من مخزون الباليه التقليدي، إضافة إلى رقصات حديثة مع مديرها الفني ليليان جيوفين، معلمة الرقص في المعهد العالي للفنون التابع لمسرح «كولون» في بيونس آيرس. تشير ليليان إلى أن ساعات التمرين اليومية للفرقة المكونة أساساً من 27 راقصاً وراقصة لا تقل «عن 8 ساعات»، في محاولة لامتلاك «أدوات الرقص الكلاسيكي والمعاصر». خليط من التانغو والباليه الكلاسيكي، هو القوام الأساسي في عرض كونشيرتو الباليه، ويقول مصمم الرقص في الفرقة إيناكي ل «الحياة»:»أخذنا رقص التانغو إلى المستوى الكلاسيكي، ولم نعرضه بشكله العادي أو الحداثي، ما خدم عرضه على مسرح أوبرالي». حركات سريعة وراقية للباليه في رقصات إليانا، تجاورت في الوقت ذاته مع خطوات إيناكي البطيئة في رقصهما للتانغو سوياً. «التدريبات العالية في أنواع الرقص كافة خصوصاً الكلاسيكي، مكنتنا من الرقص بروح مختلفة للتانغو» يشرح إيناكي مؤدي أشهر الباليهات الكلاسيكية وأصعبها مع فرقته على أكثر من خمسين خشبة في العالم. ما لا يستطيع راقص تانغو عادي تأديته، من تقنيات الليونة الجسدية، المفاجئة والصادمة للجمهور، استطاعت كونشيرتو الباليه نقله في جمالية جمعت تمرد التانغو ورصانة الباليه، إضافة إلى أداء حر لإيناكي لم يقل فرادة عن ذكاء إليانا في الحفاظ على إيقاع «التانغو» الناشئ في الأوسط الشعبية لمدينتي بوينُس أيرِس ومونتيفيديو الواقعتين في حوض نهر لا بلاتا.