شدد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في كلمة له خلال افتتاح أعمال الدورة ال 27 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي عقدت في تونس أمس على أن الانحراف الفكري من أهم المشكلات الأمنية التي تعاني منها الأمة العربية عبر تاريخها الطويل وفي واقعها المعاصر، قائلاً إن «خوارج اليوم هم امتداد لخوارج الأمس». وأوضح ان استقامة سلوك الفرد وانتظام استقرار الأمة وتطورها يعتمدان في الأساس على سلامة الفكر وعقلانية الاتجاه. وأعرب الأمير نايف، بحسب وكالة الأنباء السعودية، عن أمله في أن يكون مشروع الاستراتيجية العربية للأمن الفكري الذي تقدمت به بلاده في هذه الدورة منطلقاً لرؤية أمنية عربية شاملة. كما أكد أن المسؤولية الأمنية وإن كانت واجباً ملزماً على الأجهزة الأمنية، فإن نجاحها مسؤولية مشتركة على الجميع. وقال الأمير نايف: «إن استقامة سلوك الفرد وانتظام استقرار الأمة وتطورها يعتمدان في الأساس على سلامة الفكر وعقلانية الاتجاه، ولذلك كان الانحراف الفكري من أهم المشكلات الفكرية والأمنية التي تعاني منها أمتنا عبر تاريخها الطويل وفي واقعها المعاصر، فخوارج اليوم هم امتداد لخوارج الأمس، الذين قال عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان... سفهاء الأحلام...» أي أنهم جمعوا مع حداثة السن سفاهة العقل وضحالة التفكير، وهو ما يؤكده فعل بعض من انحرف عن الجادة من أفراد مجتمعاتنا المسلمة والعربية، وخرجوا على إجماع أمتهم وولاة أمورهم، وكفّروا المجتمعات المسلمة حكاماً ومحكومين، واستحلوا الدماء والأموال المعصومة، وفتحوا جبهات على الأمة المسلمة تضعف قدراتها وتعين أعداءها عليها، وهو ما استوجب أن تهتم المؤسسات الأمنية والتعليمية في المملكة بإجراء دراسات متعمقة وأبحاث متخصصة في قضايا الأمن الفكري من منطلق منهج الوقاية ونهج التحصين ضد الفكر المنحرف الذي يهدد المجتمع وسلامته واستقراره، وهو جهد أثمر في محصلة نتائجه تقديم مشروع استراتيجية عربية للأمن الفكري نسعد بطرحها ضمن أعمال الدورة ال 27 لمجلسكم بأمل أن تكون منطلقاً لرؤية أمنية عربية شاملة تسهم في تعزيز الجهود الرامية إلى بناء حصانة فكرية لدى الفرد والأمة ضد المؤثرات الفكرية المنحرفة المهددة لأمننا العربي المشترك». وأضاف: «أحمد الله عز وجل على ما تحقق من إنجازات على صعيد العمل الأمني في دولنا العربية، وما تم تنفيذه في سبيل بلوغ ذلك من خطط واستراتيجيات عربية شملت الوقاية من الجريمة ومكافحة الإرهاب والسلامة المرورية والحماية المدنية ومكافحة المخدرات والرقابة المالية والتوعية الأمنية». وتابع: «إنني على يقين بأن هذه إنجازات تستحق التقدير ليس على المستوى الرسمي فقط، ولكن حتى على المستوى الشعبي لأمتنا العربية التي تنشد الأمن والاستقرار في حياتها، إلا أن طموحاتنا كبيرة وجهودنا متواصلة لتحقيق توجيهات قادة دولنا وتطلعات شعوبنا العربية».