دان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الإرهاب المنظم الذي تمارسه إسرائيل وجيشها ومستوطنوها من انتهاكات جسيمة وجرائم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قتل ممنهج واستيطان وتهويد وتطهير عرقي مستمر. ووجّه المجلس بعد اختتام دورته غير العادية بالرياض أمس التحية لصمود الشعب الفلسطيني لدفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته في تصديه لهذه الممارسات الخطرة. وحمّل المجلس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عن هذه الجرائم «البشعة»، مؤكداً ضرورة العمل لتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية من دون إبطاء، وضرورة قيام المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته بصورة عاجلة لوقف هذه الانتهاكات وفق قواعد القانون الدولي الإنساني وأحكام اتفاقات جينيف الرابعة. وجدد المجلس رفضه القاطع لجميع السياسات والبرامج والخطط الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف ضم المدينة المقدسة وتشويه هويتها العربية وتغيير تركيبتها السكانية وعزلها عن محيطها الفلسطيني. ودعا الوزراء المجتمع الدولي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن واتخاذ إجراءات فورية وحازمة لإلزام إسرائيل بوقف هذه الإجراءات كافة التي تمس بأمن واستقرار المنطقة وتقوض عملية السلام. وقرر المجلس تكليف اللجنة الوزارية العربية التي شكلتها قمة شرم الشيخ بمواصلة جهودها واتصالاتها مع الهيئة الدولية المعنية لحشد التأييد الدولي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أسس ومرجعيات تحقيق السلام التي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية عام 2002، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق إطار زمني محدد يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. وطالب الوزراء مجلس الأمن باستصدار قرار في شأن توفير الحماية الدولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة، لاسيما القرار 904 لعام 1994 والقرار 605 لعام 1987 القاضي بانطلاق اتفاق جينيف الرابع على الأراضي الفلسطينية، وضرورة توفير الحماية الدولية بالأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، واستمرار دعم قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الداعية إلى إعادة النظر في كل العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الفلسطينية مع إسرائيل. ودعا المجلس الشعب الفلسطيني بكل فئاته إلى توحيد صفوفه عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات العامة، مقرراً تشكيل فريق من خبراء القانون برئاسة الأمين العام للجامعة العربية لدراسة البدائل وتقديم الاقتراحات والتوصيات اللازمة لدعم الجهود والتحركات العربية والفلسطينية بهذا الشأن.