أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل «قائد العمليات الميدانية» في الفرع المصري لتنظيم «داعش» أشرف الغرابلي الذي تشير معلومات أمنية إلى أنه المسؤول عن تنفيذ هجمات التنظيم خارج معاقله في سيناء. وقالت الوزارة في بيان إن «أجهزة وزارة الداخلية رصدت الإرهابي أشرف علي حسانين الغرابلي، أحد أخطر العناصر الإرهابية الهاربة التي تقود العمليات الإرهابية لما يسمى جماعة أنصار بيت المقدس والمعروفة بدمويتها وبسابقة تنفيذها كثيراً من العمليات التي راح ضحيتها الكثير من الشهداء والأبرياء ونتجت منها خسائر جسيمة في عدد من المرافق الحيوية في الدولة». وبايعت جماعة «أنصار بيت المقدس» التي قادت العنف في سيناء، تنظيم «داعش» في نهاية العام الماضي، وغيرت اسمها إلى «ولاية سيناء». ونفذت هجمات دامية في شمال سيناء، وفجرت مقرات أمنية خارجها، أبرزها مقر الاستخبارات الحربية في الإسماعيلية إضافة إلى مديريتي أمن القاهرةوالدقهلية في الشهور التي تلت عزل الرئيس السابق محمد مرسي في العام 2013. كما تبنى التنظيم هجمات عدة خارج نطاق شبه جزيرة سيناء، منها تفجير القنصلية الإيطالية في قلب القاهرة في تموز (يوليو) الماضي، ومقر الأمن الوطني في شبرا الخيمة (شمال القاهرة) في آب (أغسطس) الماضي، كما أعلن مسؤوليته عن ذبح رهينة كرواتي خُطف من طريق القاهرة - الواحات الصحراوي المتاخم للقاهرة. وكان لافتاً أن وزارة الداخلية أعلنت قتل الغرابلي في المرج (شمال شرقي القاهرة). وأوضحت أن معلومات وردت إليها عن تردده على تلك المنطقة المكتظة بالسكان «للإعداد والتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية كبرى في نطاق المنطقة المركزية، فتم نشر المكامن الأمنية لتطويق مسارات تردده على المنطقة التي يتخذها وكراً للتخطيط لعملياته، وما إن تم رصده مستقلاً سيارة خاصة، حتى بادرت قوات الشرطة بمحاولة الاقتراب منه لضبطه، إلا أنه استشعر ذلك، فبادر بإطلاق النيران تجاه القوات في محاولة للفرار، ما دعا القوات إلى مبادلته إطلاق الأعيرة النارية فقتل». وأشارت إلى أنها عثرت في حوزته على سلاح. والغرابلي من ضمن متهمي «قضية أنصار بيت المقدس الكبرى» المتهم فيها أكثر من 200 شخص. ونسبت إليه سلطات التحقيق «قيادة مجموعة التنفيذ التي تضم مجموعة ممن تلقوا دورات بدنية وعسكرية ومن ذوي الخبرة في استخدام الأسلحة النارية والمفرقعات وحرب المدن والشوارع، والتي عُهد إليها بتنفيذ الهجمات الإرهابية». وأوضحت الداخلية في بيانها أن الغرابلي «يتولى مسؤولية تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي (داعش) في المنطقة المركزية ومنطقة الواحات البحرية». وأوضحت أنه «المخطط والمدبر والمنفذ الرئيس لمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم في أيلول (سبتمبر) 2013، واغتيال العقيد في الأمن الوطني محمد مبروك والمقدم طارق مباشر و4 جنود في منطقة العلمين في مطروح والمقدم أشرف القزاز». وأشارت إلى أن «الغرابلي مسؤول عن تنفيذ الهجوم المسلح على دورية لقوات حرس الحدود ومكمن عسكري في الفرافرة في تموز (يوليو) 2014، ما أسفر عن مقتل 28 ضابطاً وجندياً، والهجوم على نقاط أمنية عدة في القاهرة ومحيطها». ولفتت إلى أنه «مسؤول عن تفجير سيارة مفخخة أمام مبنى القنصلية الإيطالية في القاهرة، ومديرية أمن القاهرة، ومديرية أمن الدقهلية، ومبنى الأمن الوطني في القليوبية». ونسبت إليه أيضاً محاولة قتل سياح في ساحة معبد الكرنك في الأقصر جنوب مصر، في حزيران (يونيو) الماضي، وهو الهجوم الذي قالت وزارة الداخلية إن خلية مرتبطة ب «داعش» نفذته. وقالت الوزارة إن الغرابلي «مسؤول عن خطف أميركي (يعمل لدى شركة نفط) وقتل وذبح مواطن كرواتي (يعمل لدى شركة ثانية) بعد خطفه من طريق الواحات البحرية، وخطف وذبح قصاص أثر من منزله في الواحات». ومع تشديد قوات الجيش والشرطة قبضتها على المسلحين في سيناء، تبنى «داعش» هجمات عدة قرب القاهرة، أبرزها تفجير مقر الأمن الوطني في شبرا الخيمة وتفجير مقر القنصلية الإيطالية في وسط العاصمة وذبح المهندس الكرواتي. وبدا أن التنظيم وجد موطأ قدم في منطقة الواحات البحرية التي قُتل فيها في أيلول (سبتمبر) الماضي 8 سياح مكسيكيين بنيران قوات حكومية من طريق الخطأ، في خضم مواجهات بين مسلحين والجيش. وقالت وزارة الداخلية في وقت سابق إنها قتلت 9 «تكفيريين» في مدينة أوسيم في الجيزة «متورطين في تفجير مقري الأمن الوطني والقنصلية الإيطالية». وأشارت إلى أنها «وجدت ما يدل على أن بينهم مسلحين اشتبكوا مع الجيش والشرطة في الواحات»، ما يشير إلى أن الخلية المرتبطة ب «داعش» التي نشطت في محيط العاصمة تعمل تحت «قيادة موحدة» أكدت مصادر أمينة ل «الحياة» أن الغرابلي تولاها. من جهة أخرى، عثرت قوات الأمن على عبوة ناسفة إلى جوار مدرسة في وسط مدينة الإسكندرية. وفرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً حول موقع العثور على العبوة، حتى وصلت قوات الحماية المدنية، وأبطلت مفعولها.