دعا الرئيس بشار الأسد الى ضرورة «استثمار» الانفراج في العلاقات الدولية لتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الاوسط، لافتا الى اهمية حصول حوار اميركي - اوروبي - عربي لوضع «خطة ناجعة» لتحقيق السلام. من جهته، اكد الرئيس السلوفاكي ايفان غاسباروفيتش ان بلاده العضو في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو) تريد الحوار مع دمشق لأن الموقف السوري «ليس خطابيا، بل يبحث عن الحلول»، مشيرا الى انه سينقل وجهات نظر دمشق الى اجتماعات الدول الاوروبية. وكان الاسد وغاسباروفيتش يتحدثان بعد جلسة من المحادثات السورية - السلوفاكية حضرها نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، واعقبت مراسم استقبال رسمية جرت في القصر الرئاسي بمجرد وصول الاسد وعقيلته السيدة اسماء، في اول زيارة للرئيس السوري الى براتسلافا منذ عام 2000. واوضح غاسباروفيتش ان المحادثات تضمنت «حوارا موضوعيا» ازاء قضايا الشرق الاوسط والعالم والعلاقات الثنائية، مع وجود رغبة كي تكون الزيارة «مؤشرا قويا الى تفعيل العلاقات في جميع المجالات». وقال رداً على سؤال ان النقاش «تناول ايجاد طرق لدفع عملية السلام» في المنطقة، وان بلاده ستنقل وجهة نظر سورية الى الاتحاد الاوروبي، ذلك ان موقف دمشق من تحقيق السلام «ليس خطابيا، بل تبحث جديا عن حلول» عادلة في المنطقة. من جهته، اوضح الاسد انه تابع مع نظيره السلوفاكي النقاش الذي بدأ في دمشق نهاية عام 2007، مشيرا الى ان الموقف السلوفاكي «موضوعي ومريح ازاء عملية السلام»، خصوصا ما يتعلق بدعم مبدأ الارض في مقابل السلام وتطبيق القرارات الدولية في هذا المجال. وقال رداً على سؤال ان الدور الاوروبي يتضمن جانبين: الاول يتعلق بالحوار مع الدول العربية لأجل تحقيق السلام، وتحديدا الدول العربية المعنية مباشرة بالمفاوضات (مع اسرائيل)، وسورية واحدة منها. والجانب الاخر، يتمضن الحوار بين اوروبا والولاياتالمتحدة في شأن عملية السلام باعتبار ان اميركا راع اساسي لعملية السلام. واضاف ان زيارته لسلوفاكيا تضمنت الحديث عن تفاصيل عملية السلام التي لا يمكن ان تبقى في اطار الشعارات والعناوين العامة. وقال غاسباروفيتش رداً على سؤال آخر ان الاتحاد الاوروبي يدعم مبدأ حل الدولتين، فلسطينية واسرائيلية، وان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وعد بتحقيق ذلك قبل نهاية العام الماضي، معرباً عن الامل في ان يعمل الرئيس الحالي باراك اوباما ب «تركيز اكثر» لتحقيق ذلك. وتناولت المحادثات ايضا العلاقات الثنائية وعملية الاصلاح الاقتصادي في سورية وكيفية افادة دمشق من التجربة السلوفاكية، خصوصا ما يتعلق بالتحول من الاعتماد على الزراعة الى «تنويع المصادر الاقتصادية»، وما يتعلق بالاصلاح الاداري. وفي هذا المجال، وعلى عكس ما كان مقررا، سيشارك الرئيسان الاسد وغاسباروفيتش في ملتقى لرجال الاعمال في براتسلافا اليوم لاعطاء «اشارة سياسية» للمشاركين حيث سيعرض الجانب السوري الخطوات المتخذة لجذب الاستثمار. والتقى الاسد ايضا رئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيكو ورئيس المجلس الوطني (البرلمان) باول باسكا ورئيس بلدية براتسلافا اندريه تروفسكي. وكان الرئيس وعقيلته انتقلا الى براتسلافا من فيينا حيث زارهما في مقر الاقامة الرئيس هانز فيشر وعقيلته مارغريت. ومن النشاطات المهمة التي قام بها قبل المغادرة، اجراء حوار معمق مساء اول من امس مع مفكرين ومثقفين في منتدى برونو كرايسكي بحضور عدد من الصحافيين السوريين، اداره المستشار السابق فرانز تسكي. وبعد استعراضه الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط ورؤية سورية للسلام والدور الذي يتوجب على أوروبا أن تلعبه لدعم الاستقرار في الشرق الأوسط، اجاب الاسد على اسئلة الحاضرين. ومما قاله إن «المطلوب هو وجود حوار أوروبي - أوروبي لتحديد ما إذا كانت أوروبا تريد أن تكون شريكاً في مجريات الأحداث في الشرق الأوسط، أو أن تستمع لما تدلي به الإدارة الأميركية»، مشيرا الى ان «من مصلحة العرب والأوروبيين أن يكون هناك موقف عربي وكذلك موقف أوروبي واضحين، ما يساعد الولاياتالمتحدة أن تلعب دوراً أكثر فاعلية في الشرق الأوسط».