إذا كانت الطواقم الطبية والتمريضية، هي الطريق للعلاج، فانها أيضاً «السبب الرئيس في الداء»، وتحديداً «العدوى»، إذ اتهم المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتور خالد الشيباني، العاملين في المستشفيات بأنهم «من الأسباب الرئيسة لانتشار العدوى وانتقالها داخل المستشفيات»، وطالب بالقضاء على هذه المشكلة، مؤكداً على ضرورة «إيجاد مناخ صحي، وتثقيف جميع العاملين في المجال الطبي». وقال الشيباني، خلال مشاركته في «المؤتمر الدولي الرابع في مكافحة العدوى»، و»المؤتمر الأول في العدوى عند مرضى السرطان»، اللذين افتتحا ظهر أمس: «إن الأمراض المعدية تنتقل إلى المرضى من طريق العاملين داخل المستشفى»، مستدركاً أنها «لا تعد نسبة عالية، بل مُنخفضة ومقبولة». وأكد على أهمية «قياس نسبة انتقال العدوى شهرياً، ما يُسهم في شكل فعال وملحوظ في تحسين أداء المستشفيات». وأشار إلى أن نسبة انتقال العدوى وانتشارها في مستشفى الملك فهد التخصصي «تعتبر مقبولة، وضمن التصنيف العالمي»، متمنياً أن «يتطور المستشفى في شكل أفضل وأحسن في مجال مكافحة العدوى وانتشارها». فيما توقع الحصول على «تصنيف عالٍ في مكافحة العدوى وانتشارها مستقبلاً». واعترف بأن النظام المتبع في المستشفى حالياًً في غرف تنويم المرضى «غير صحيح، نظراً لوجود أربعة مرضى في غرفة واحدة، وهو ما يعد غير صحي، لاحتمال انتقال بعض الأمراض المعدية بينهم». إلا أنه أكد على أن هذه الإشكالية «ستختفي في شكل نهائي، بعد أن يتم الانتهاء من المستشفى التخصصي الجديد، والانتقال إليه، إذ سيوفر سرير لكل مريض، وسيقضى على مشكلة انتشار الأمراض المعدية وانتشارها»، لافتاً إلى أن طاقته الاستيعابية ستكون «كبيرة». بدوره، أوضح المدير العام ل «صحة الشرقية» الدكتور طارق السالم، أن المؤتمر يتناول «جوانب متعددة ومختلفة تقوم على أسس علمية. وسيتم الخروج بتوصيات وإستراتيجيات جديدة لمكافحة الأوبئة والأمراض المعدية، والسيطرة عليها، للمحافظة على البيئة، ومنع تلوثها بالأمراض المعدية». وقال: «لا يمكن إخفاء المشكلة وأبعادها، وبخاصة مع صدور الإحصاءات الرسمية من منظمة الصحة العالمية، التي توضح أن هناك كثيرين في مختلف دول العالم يصابون بعدوى مكتسبة من المستشفيات»، مبيناً أن أكثر الفئات المعرضة هم «من يعانون من اختلال في المناعة، مثل: كبار السن، والمواليد، والخُدج، والمصابون بقصور المناعة المختلفة، ومرضى العناية المركزة، والإيواء طويل الأمد». وشدد السالم، على «توافر المعرفة العلمية الموثقة للعاملين الصحيين، من طريق عقد مثل هذه المؤتمرات والدورات والحلقات العلمية وورش العمل، ودعم هذه البرامج بالكوادر البشرية المؤهلة، ما يسهم في نشر ثقافة الوعي الصحي، وإيجاد بيئة سليمة وصحية خالية من الأمراض الوبائية». وأشار إلى أن المؤتمر، الذي يستمر لمدة يومين، ويشارك فيه اختصاصيون ومحاضرون محليون ودوليون، يهدف إلى «بحث طرق مكافحة العدوى وانتشارها، وكيفية القضاء عليها، وأهم الطرق العالمية الحديثة في هذا المجال».