«مجموعة طوارئ وإنقاذ»، هذا ما أطلقه على أنفسهم شباب عراقيون وسوريون، وقد بدأوا مساعدة المهاجرين منذ شهرين تقريباً، خصوصاً من يتعرض لحادث وسط البحر، أو يقع في جزر نائية في اليونان أو تركيا. عشرات الاتصالات ونداءات الاستغاثة تصلهم عبر الإنترنت والهاتف كل يوم، فيحاولون إيصالها إلى خفر السواحل اليوناني والتركي، إضافة إلى الصليب الأحمر ومنظمة أخرى. يقول أحمد خالد زكري، وهو أحد المسؤولين في المجموعة (17 شخصاً) وهم موزعون بين العراقوتركيا وألمانيا، ويحاولون البقاء 24 ساعة على تواصل من طريق تقسيم العمل إلى مجموعات وفترات استراحة ويتلقون في اليوم الواحد نحو ستة نداءات استغاثة. ويضيف زكري أن «المسألة إنسانية، وبما أننا نجيب بالإنكليزية والتركية، نسعى إلى المساعدة بعد ورود نداءات الاستغاثة تلك من طريق الاتصال أو الوتس آب برسالة تحدد المنطقة أو عبر جي بي آر إس ليتم نلقها إلى خفر السواحل اليوناني أو التركي أو الصليب الأحمر»، مشيراً إلى أن المجموعة بدأت التعامل مع منظمة رصد المتوسط وهي منظمة دولية لمساعدة المهاجرين. وتراجع عدد المهاجرين، خصوصاً في ساعات الليل بسبب برودة الأجواء، ويتصدر السوريون المهاجرين عبر البحر من تركيا إلى اليونان، ومن الأخيرة إلى الدول الأوربية، ويأتي بعدهم العراقيون، وبنسب أقل جنسيات عربية وأفريقية أخرى. وبينما كان زكري البالغ (24 عاماً) وهو من تكريت، يتحدث إلى «الحياة» تلقّى نداء استغاثة من سيدة خائفة وصلت إلى جزيرة نائية، وتبيّن أنها في اليونان، وأرفقت معها مجموعة صور للعائلات الموجودة هناك وطلبت المساعدة. وأجرى اتصالات مع خفر السواحل اليوناني الذي تمكّن من الوصول إليها، وتلقى بعد ذلك رسالة من السيدة وهي من حلب تشكره على المساعدة. إلى ذلك، قال سفيان، وهو عراقي هاجر قبل شهر تقريباً، أن «زورقه تعطّل وغرق وتمكنت المجموعة من إبلاغ خفر السواحل اليوناني». وقبل أيام، تلقت المجموعة اتصالات استغاثة من وسط البحر بعد اصطدام زورق بالصخور، وبعد إبلاغ السلطات اليونانية، وصلت طائرات هليكوبتر وأجلت حوالى 126 سورياً وعراقياً لكن 34 آخرين غرقوا.