تحتفل "محطة الفضاء الدولية" بعامها الخامس عشر في الفضاء. وخصصت «الإدارة الوطنية الأميركية للملاحة الفضائية» (ناسا) قسماً خاصاً على موقعها لأخبار المحطة وتوفير كل المعلومات عنها. وكثيرون تمنوا، ولو موقتاً، لو انهم كانوا ضمن طاقم المحطة الأول الذي أُرسل إليها في عام 2000 ، لكن ما لا يعرفونه أن الحياة على تلك المحطة التي ترتفع عن الأرض 350 كيلومتراً، مختلفة تماماً عن الحياة على الأرض، وهي تعني العمل الشاق والإقامة في مكان ضيق ومكتظ. وهناك حالياً على متن المحطة الفضائية ستة من رواد الفضاء، هم الأميركيان سكوت كيلي وكيجل ليندرغن والروس ميخائيل كورنيانكو وأوليغ كونونينكو وسيرغي الكساندروفيتش والياباني كيميا يو. وسكوت كيلي هو قائد المحطة حالياً، وهو موجود فيها منذ آذار (مارس) الماضي، وسيقيم عاماً كاملاً مع زميله الروسي ميخائيل كورنينكو، ما يشكل رقماً قياسياً للإقامة في المحطة. والهدف من هذه الإقامة الطويلة دراسة الآثار النفسية والصحية الناجمة عن العيش طويلاً في ظروف انعدام الجاذبية. ونشر موقع «ناسا» العديد من الصور للمركبة الفضائية منذ انطلاقها إلى الفضاء، أظهرت الفترات المختلفة التي مرت بها ومراحل تطورها، بالإضافة إلى نشر عدد من التجارب العلمية التي يقوم بها أفراد الطاقم هناك ونشاطات أخرى. كما نشر الموقع صوراً للأرض التُقطت من المركبة تظهر حركتها وغيرها من الصور. وبدأ وضع أجزاء المحطة الدولية في الفضاء في عام 1998 وانتهى بناؤها في عام 2011. ومنذ 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2000، تتناوب فرق رواد الفضاء على الإقامة في هذا المختبر، الذي يصل وزنه على الأرض إلى 450 طناً، أما في الفضاء حيث لا جاذبية، فلا وزن له. وتستخدم هذه المحطة في تجارب علمية في ظل انعدام الجاذبية، منها تجارب على الآثار الصحية والنفسية للإقامة الطويلة في الفضاء، تمهيداً لإرسال رحلات مأهولة إلى كوكب المريخ من المتوقّع أن تستغرق ثلاث سنوات ذهاباً وإياباً. وتشكل الفريق الأول في عام 2000 من الأميركي بيل شيبرد والروسيين سيرغي كريكاليف ويوري غيدزينكو. ومنذ ذلك الحين، تعاقب 220 رائداً على الإقامة فيها، منهم فرنسيون وإيطاليون وألمان.