أعلنت الادارة الاميركية انها تنتظر «جواباً رسمياً» و«خطوات عملية ومحددة» من اسرائيل في شأن خطط الاستيطان الاخيرة في القدسالشرقية التي اعتبرتها «ضمن قضايا الحل النهائي»، متجنبة التعليق على تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي اعلن امام نواب من حزبه «ليكود» ان البناء الاستيطاني سيتواصل في القدس، وان تجميد الاستيطان في الضفة الغربية سينتهي بعد الشهور العشرة المتفق عليها. ورغم اعتراض مجموعات من اللوبي اليهودي مثل «لجنة العلاقات الاميركية - الاسرائيلية» (أيباك) التي دعت بلهجة آمرة الادارة الاميركية الى ضرورة «اتخاذ التدابير الفورية من اجل تهدئة التوتر مع الدولة اليهودية»، ورغم ارتفاع أصوات في الكونغرس، بينها نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب أليانا روس ليتنن التي دعت الى «وقف التنديد باسرائيل»، الا ان التصريحات الرسمية الأميركية عكست جدية الادارة في المضي في هذا الملف واستكمال ضغوطها على تل أبيب، من دون الانزلاق في منازلة كلامية مع نتانياهو من شأنها تقوية موقعه في الداخل الاسرائيلي. واتساقاً مع هذه السياسة، اكد الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي امس ان اسرائيل «حليف استراتيجي للولايات المتحدة وستبقى كذلك» رغم الازمة، و«ان التزامنا امن اسرائيل يبقى قائماً ولا يمكن ان يتزعزع»، مع اقراره بوجود «نقطة محددة تثير القلق». في الوقت نفسه، اكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن على الحكومة الاسرائيلية «ان تظهر، ليس فقط بالاقوال، بل عبر خطوات محددة التزامها العلاقة (الثنائية) وعملية السلام»، وجدد تمسك واشنطن باعتبار القدس «ضمن قضايا الحل النهائي»، وبالتالي تفادي «أي خطوات انفرادية أو تحريضية مقصودة أو غير مقصودة، تحجم الثقة وجهود استئناف المفاوضات»، مشدداً على أن الجهود الأميركية هي في «اتجاه خلق الظروف الضرورية لاستئناف المفاوضات». وفي اسرائيل، تركز الاهتمام على تحذير سفيرها في واشنطن مايكل اورون امام القناصل العامين، من ان العلاقات مع اميركا «تعيش أخطر ازمة منذ 35 عاما، وان الازمة «ذات ابعاد تاريخية». ومن المقرر ان يصل المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل الى اسرائيل اليوم حيث يتوقع ان يتلقى الرد الاسرائيلي على المطالب الاربعة التي حددتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال اتصال «التوبيخ» مع نتانياهو، وهي الغاء الخطط الاخيرة لبناء 1600 وحدة استيطانية في القدس، وتشكيل لجنة تحقيق في طريقة اتخاذ القرار الاستيطاني، والقيام بلفتات طيبة لتسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة، واعلان ان المفاوضات ستشمل القضايا الجوهرية في الصراع. على خط مواز، احتدمت المعركة على القدس ميدانياً، اذ اندلعت اشتباكات بين شبان فلسطينيين وجنود اسرائيليين في الضفة الغربية احتجاجاً على تدشين كنيس في البلدة القديمة، في وقت حرمت سلطات الاحتلال المقدسيين من دخول البلدة القديمة. تزامن ذلك مع توزيع منشورات لمنظمات يهودية تدعو المقدسيين الى الهجرة من القدس، في وقت تحوّلت المدينة ثكنة عسكرية تحسباً لاشتباكات، ول «انتفاضة ثالثة» أفادت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان قيادة «حماس» في الخارج اعطت الاوامر بإشعالها. في هذه الاثناء، اتسعت الاحتجاجات الفلسطينية على الاستفزازات الاسرائيلية، وآخرها تدشين الكنيس قرب اسوار المسجد الاقصى امس. وفيما حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احمد قريع من اندلاع انتفاضة جديدة، دعت «حماس» في بيان الى «يوم غضب ونفير عام» و«التحرك نصرة للقدس والاقصى» اليوم، معتبرة تدشين الكنيس «مقدمة وتوطئة لوضع حجر الاساس للهيكل الثالث المزعوم». وفي دمشق، دعا تحالف القوى الفلسطينية في بيان تلاه رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل أمس إلى «حملة مفتوحة ومتواصلة لحماية القدس والمسجد الأقصى» اعتبار من اليوم، محذراً من «اللعب بالنار وإطلاق شرارة لتفجير المنطقة». وفيما دعا الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة) احمد جبريل إلى «حل السلطة ... وإعلان انتفاضة جديدة»، طالب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان عبدالله شلح الجامعة العربية بإعلان «وفاة» ما «يسمى مبادرة السلام العربية، وإعلان دعم قوى المقاومة».