عُلِم أن ميليشيا الحوثيين تزرع ألغاماً على مداخل مدينة تعز، تحسُّباً لهجوم تشنُّه المقاومة اليمنية بدعم من التحالف العربي. وواصل طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في الضواحي الجنوبية لصنعاء ومحافظات تعز والضالع وإب ومأرب والجوف وصعدة، فيما سُجِّل مزيد من المعارك التي تخوضها «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للشرعية اليمنية ضد جماعة الحوثيين على كل الجبهات. في تعز، قالت مصادر المقاومة ل «الحياة» إن اشتباكات عنيفة دارت أمس في الضباب (غرب المدينة)، إثر هجوم للجيش والمقاومة على مواقع للحوثيين الذين تكبّدوا خسائر فادحة في العتاد والأرواح. تزامن ذلك مع قصف طيران التحالف مواقع تمركز الميليشيا في تبة الخزان وعمارة كامل، قرب النقطة بالضباب، حيث دُمِّرت منصة لصواريخ «كاتيوشا». وأكد مصدر في المقاومة ل «الحياة» أن الميليشيا الحوثية تزرع الألغام على مداخل تعز والطرق الفرعية، وقرب معسكر اللواء 35 في المطار القديم (غرب المدينة). وأشارت مصادر طبية إلى مقتل 31 وجرح 22 من عناصر الحوثيين وأنصار علي صالح في الضباب والأربعين وثعبات وكلابة. وفي مدينة «دمت» شمال محافظة الضالع ومديرية الرضمة المجاورة التابعة إدارياً لمحافظة إب، أفادت مصادر المقاومة بأنها واصلت صد هجمات الحوثيين واستولت على مواقع لهم، بالتزامن مع غارات جوية للتحالف. وأكدت مقتل خمسة بينهم القيادي في المقاومة وحزب «التجمع اليمني للإصلاح» نائف الجماعي. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن ما يفعله الحوثيون يؤكد أنهم لا يرغبون في السلام أو الدخول في مشاورات، أو التوصل إلى حل. وزاد: «كل ما يريدونه هو فرض أمر واقع بقوة السلاح، وإذا لم يستطيعوا ارتكبوا حرب إبادة، ويتوقعون أن تغفر لهم الناس، ما يهمنا أن يدرك العالم أن لا مفر من مساءلة هؤلاء وتقديمهم إلى المحاكمة». وأكد ياسين في حديث إلى «الحياة» أنه لم يتقرر بعد مكان وموعد المفاوضات المزمع إجراؤها برعاية الأممالمتحدة، مع الحوثيين وأتباع علي صالح. وتابع: «السؤال عن موعد المفاوضات يجب أن يوجّه إلى ولد الشيخ» أحمد، مبعوث المنظمة الدولية. وذكر الوزير أن ما تفعله الميليشيا الحوثية من تصعيد على الأرض «دليل على أنها تتهرب كعادتها من أي مشاورات أو استحقاقات، وكلما رأت أننا نسير في طريق الحل السلمي والمشاورات التي ستؤدي إلى تطبيق القرار 2216، تتهرب بالتصعيد وقتل المدنيين، خصوصاً في تعز». وعلى الحدود السعودية قبالة اليمن، تمكنت القوات البرية وحرس الحدود من استدراج عشرات من المسلحين الحوثيين من مرتفعات صعدة إلى مكمن داخل إحدى القرى. وقالت مصادر ل «الحياة» إن الخطة قضت بدخول الحوثيين إلى إحدى القرى، وتم القضاء على 30 منهم، فيما قضت مروحيات «أباتشي» على مجموعة حاولت الهرب إلى مرتفعات صعدة، وعُثِر مع أفرادها على قنابل يدوية وأسلحة رشاشة وقذائف «آر بي جي».