أغلقت السلطات الإسرائيلية الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل يومي الجمعة والسبت أمام المصلين المسلمين، وحصرت الدخول إليه بالمستوطنين اليهود للاحتفال بعيد «سبت سارة». وقال مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ منذر أبو الفيلات إن السلطات أغلقت الجزء المخصص للمسلمين في الحرم، والذي يشكل 43 في المئة فقط من مساحة المبنى، إضافة إلى ساحات الحرم أمام المصلين المسلمين. وكانت السلطات الإسرائيلية قسّمت الحرم الإبراهيمي بين المسلمين والمستوطنين عام 1994، عقب المجزرة التي ارتكبها مستوطن بحق المصلين في الحرم، موقعاً 29 قتيلاً وعشرات الجرحى، وخصصت الجزء الأكبر منه (57 في المئة) للمستوطنين. كما خصصت حديقة الحرم وساحاته للمستوطنين، باستثناء عشرة أيام في السنة سمحت فيها للمسلمين بدخول الحديقة. وتمنع السلطات المسلمين من دخول الحرم في أيام الأعياد اليهودية، وتسمح للمستوطنين بدخول الجزء المخصص للمسلمين. وقال سدنة الحرم أن المستوطنين يدخلون الحرم من دون خلع أحذيتهم ويلوثون السجاد. وقال أبو الفيلات: «الحرم الإبراهيمي مسجد إسلامي مقام منذ عهد عمر بن الخطاب، لكن السلطات الإسرائيلية التي تسعى إلى تهويد مدينة الخليل، خصصت الجزء الأكبر منه كنيساً للمستوطنين». وقال محافظ الخليل كامل حميد إن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى تحويل البلدة القديمة من الخليل إلى حي يهودي، وتحويل الحرم الإبراهيمي من مسجد إلى كنيس يهودي. كما أعلن وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس في بيان له أن «الحرم الإبراهيمي هو مسجد إسلامي خالص بكامل مساحاته وجميع أجزائه، ولا علاقة لليهود به، وجميع الإجراءات المتخذة بحقه باطلة». وأضاف: «الإجراءات الإسرائيلية التي تطاول بيوت العبادة، تعتبر تعدياً صارخاً على الديانات السماوية وحرية العبادة التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية». وأضاف أن السلطات منعت رفع الأذان في الحرم، مضيفاً «أن سلطات الاحتلال تسعى إلى فرض الهيمنة الإسرائيلية عليه بقوة السلاح وتحويله إلى كنيس يهودي». ودعا المواطنين إلى رفض القرار الإسرائيلي وشد الرحال إلى الحرم الإبراهيمي لعمارته، مطالباً المجتمع الدولي بالتزام مسؤولياته والضغط على حكومة الاحتلال لوقف اعتداءاتها بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين، خصوصاً الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك. ميدانياً، أعلنت السلطات الإسرائيلية فجر أمس أن المصاب في عملية بيت عينون قرب الخليل هو جندي، وأن إصابته بالغة، مضيفة أن الجيش يبحث عن مشتبهين بتنفيذ ثلاث عمليات في الخليل وقرب رام الله، وأغلق مداخل المدينة ونفذ عمليات دهم وتفتيش لمنازل في قرى الخليل. وأشارت الإذاعة العبرية إلى نقاشات داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في شأن إمكان فرض حصار كامل على الخليل. وكان الجندي أصيب مساء الجمعة في عملية إطلاق نار من سلاح أتوماتيكي من قرية بيت عينون شمالي الخليل، نقل على أثرها لتلقي العلاج في مستشفى هداسا عين كارم في القدس. وقبل ذلك بنحو ساعتين، أصيب فتى مستوطن بعملية إطلاق نار قرب الحرم الإبراهيمي وصفت إصابته بداية بالخطيرة، لكن تبيّن لاحقاً أنها طفيفة، فيما أصيب آخر بجراح طفيفة. وذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أول من أمس أن أجهزة الأمن تنظر إلى العمليتين في الخليل على أنهما تصعيد من خلال استخدام أسلحة فتاكة، مثل الأسلحة الأوتوماتيكية والقناصة، والتي اعتبرت أن الفلسطينيين تجنبوا استخدامها منذ اندلاع الهبة الأخيرة. ولفت إلى أن الشهر الماضي شهد 10 عمليات إطلاق نار ضد مستوطنين في الضفة، لكنها لم تكن دقيقة، باستثناء العملية التي استهدفت مستوطنين وقتل فيها زوجان خلال سفرهما في سيارتهما. إلى ذلك، قالت مصادر عبرية صباح أمس أن الشاب براء عيسى الذي تقول إسرائيل انه نفذ عملية الطعن في فرع سوبرماركت رامي ليفي شرق رام الله أول من أمس، سلم نفسه للأمن الفلسطيني. وأوضح مسؤول أمني فلسطيني، وفق موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن الشاب الذي ظهر في فيديو يعلن فيه مسؤوليته عن الطعن، سلم نفسه لأجهزة الأمن الفلسطينية في رام الله، وأنه سيبقى في عهدة الأمن. غير أن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي كشفت أن الجيش الإسرائيلي طالب السلطة الفلسطينية في شكل رسمي بتسليم الشاب براء عيسى من بلدة عناتا شرق القدس، بدعوى تنفيذه عملية الطعن التي أدت إلى إصابة مستوطن بجروحٍ خطيرة. وقال مصدر عسكري إسرائيلي لإذاعة الجيش إن الشاب معتقل الآن لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الجيش سيعتقله خلال الساعات المقبلة ما لم تقم السلطة الفلسطينية بتسليمه.