تبدو ال60 ثانية مدة غير كافية لحدوث شيء يُذكر. إلا أن الكثير قد يحدث خلال هذه المدة القصيرة على الأرض وفي الكون، حتى في أجسامنا وعلى الإنترنت، فمع التقدم العلمي اكتشف الإنسان أن 60 ثانية هي وقت كافٍ لحدوث أمور لا تُصدّق. وتدور الأرض حول الشمس (مركز النظام الشمسي) بسرعة 107 آلاف كيلومتر في الساعة، وفي الوقت نفسه يدور النظام الشمسي كله حول مركز المجرة بسرعة 220 كيلومتراً في الثانية. وفي 60 ثانية، تسافر الأرض في رحلتها حول الشمس وحول مركز المجرة أكثر من 13 ألف كيلومتر في الفضاء، وهو ما يماثل طول قطر كوكب الأرض. إلا أن هناك من هو أسرع بكثير من الأرض والمجموعة الشمسية في رحلتهما حول مركز «درب التبانة»، إنه الضوء الذي يسافر بسرعة تصل إلى نحو 300 ألف كيلومتر في الثانية، وهو ما يعني أنه إذا أضيء مصباح الآن، سيصل أول «فوتون» غادر المصباح إلى مدار المريخ في أقل من دقيقة. وقبل العام 1908، لم يتعامل العلماء مع الضوء على أنه مادة يمكن قياسها كمياً، إلا أن العالم ألبرت آينشتاين أسّس نظريته «الكَم» في العام 1908، لتفسر انبعاث الإلكترونات من سطح معدني بتأثير الضوء، باعتبار الضوء نفسه فيضاً من الجسيمات التي صارت تعرف اليوم باسم الفوتونات، وكان هذا هو الإنجاز الذي تلقى عليه آينشتاين جائزة نوبل في الفيزياء العام 1921.