تعرضت القوات النظامية السورية أمس إلى نكسات إضافية بخسارتها عدداً من القرى والتلال الإستراتيجية في ريف حماة بينها منطقة كانت استعادتها بفضل الغارات الروسية قبل اسابيع بالتزامن مع تراجعها في جنوب حلب شمالاً، في وقت سيجتمع ممثلو دول كبرى وإقليمية في فيينا نهاية الأسبوع المقبل للاتفاق على قائمة موحدة ل «التنظيمات الإرهابية» قبل الاجتماع الوزاري المقرر في العاصمة النمسوية الجمعة المقبل. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «حركة أحرار الشام وفصائل إسلامية أخرى سيطرت صباح اليوم (امس) على بلدة عطشان عقب اشتباكات عنيفة» ترافقت مع قصف روسي ومن قوات النظام على مناطق الاشتباكات، لافتاً الى ان «قوات النظام فقدت إثرها آخر البلدات التي سيطرت عليها منذ اطلاقها العملية البرية في ريف حماة الشمالي» في السابع من تشرين الأول (اكتوبر). وسيطرت قوات النظام على عطشان في العاشر من تشرين الأول الماضي بدعم جوي روسي. وأضاف ان الفصائل الإسلامية سيطرت ايضاً على قرى قريبة من عطشان بينها ام الحارتين بعد انسحاب قوات النظام منها. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل «16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وسبعة عناصر على الأقل من الفصائل»، وفق «المرصد». وخسرت القوات الحكومية الخميس بلدتي مورك وتل سكيك في ريف حماة الشمالي. وتقع مورك على طريق دولية اساسية تربط بين حلب ودمشق. وكانت فصائل اسلامية سيطرت الثلثاء على قاعدة تل عثمان وقرية الشنابرة شمال غربي حماة. وتعتبر قاعدة تل عثمان ثكنة عسكرية كبيرة، كان يتواجد فيها عدد من المدافع الميدانية الثقيلة والدبابات، وهي ذات موقع استراتيجي نظراً إلى أنها تطل على مناطق كثيرة في ريف حماة وريف إدلب الجنوبي. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة: «واصل الثوار تقدمهم في ريف حماة الشمالي، وأصبحوا على أبواب بلدة معان العلوية الموالية للنظام». وأفاد «فيلق الشام» في بيان بأن «الثوار تمكنوا من تحرير تل صوان الإستراتيجي الذي يشرف على قرية معان من الجهة الشمالية الغربية الموالية للنظام في ريف حماة». وأعلنت «أحرار الشام» المنضوية في «جيش الفتح» السيطرة على قرية قبيبات أبو الهدى في ريف حماة الشمالي بالكامل. وقال «الائتلاف الوطني السوري» ان «القوات النظامية تتهاوى في ريف حماة». وقال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين جبهة النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين في ريف حلب الجنوبي، وأنباء عن تقدم جديد للنصرة والكتائب وسيطرتهم على رحبة الدبابات في السابقية». وقتل في معارك ريف حماة أمس قائد «اللواء 47 دبابات» التابع ل»الفرقة 11 دبابات» العميد طالب سلامة الذي تسلم بعد مقتل قائد «الفرقة 11 دبابات» اللواء محسن سلامة قريب والدة الرئيس بشار الأسد، في معارك ضد «داعش» في تدمر. سياسياً، اعلنت الخارجية الروسية في بيان إن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بحثا هاتفياً الجهود الدولية لبدء محادثات بين السلطات السورية والمعارضة. وقالت الوزارة انهما ناقشا أيضاً القتال ضد تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات المتطرفة. وقالت مصادر مطلعة ان لافروف جهز قائمة ب «التنظيمات الإرهابية» تشمل «كل من حمل السلاح» ضد النظام السوري بما فيها فصائل في «الجيش الحر» مدعومة أميركياً كي يعرضها مساعدوه على مجموعة العمل الثلثاء المقبل قبل الوزاري ل «مجموعة الاتصال» الدولية - الإقليمية، فيما تتمسك دول أخرى بوضع «جدول زمني» للمرحلة الانتقالية وانسحاب القوات الأجنبية و «خصوصاً الإيرانية منها» على جدول أعمال الوزراء وسط رفض لافروف اقتراح بنقل الاجتماع من فيينا في 13 الشهر الجاري إلى لندن في 18 منه. الى ذلك، أفاد تقرير صدر من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأن خبراءها خلصوا إلى أن غاز الخردل استخدم خلال معارك في سورية في آب (اغسطس) الماضي. وأضافت مصادر ديبلوماسية إن غاز الخردل - الذي يسبب حروقاً في العينين والجلد والرئتين والمحظور بموجب القوانين الدولية - استخدم خلال معركة بين عناصر تنظيم «داعش» ومجموعة مقاتلة أخرى.