أكدت وزيرة التجارة الخارجية والتطوير الفنلندية لينيتا تويفاكا أن بلادها تدعم وتشجع استمرار مفاوضات التجارة الحرة بين دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي، مبينة أن الطرفين سيستفيدان من هذا الاتفاق. وأوضحت تويفاكا في ردها على سؤال ل«الحياة» بشأن آخر مستجدات اتفاق التجارة الحرة بين الخليج وأوروبا خلال مؤتمر صحافي عقدته في الرياض أول من أمس، أن «فنلندا بلد مفتوح، وتدعم التجارة الحرة دائماً، لأن الدول الصغيرة تستفيد أيضاً، وندعم ونشجع هذا الاتفاق، واستمرار المفاوضات حولها». وعلى رغم أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نصف بليون ريال سنوياً – بحسب الوزيرة – إلا أن مبيعات الشركات الفنلندية في السوق السعودية تتجاوز 5 بلايين يورو سنوياً، مشيرة إلى وجود بين 20 و30 شركة فنلندية تعمل في السعودية. ولفتت وزيرة التجارة الخارجية الفنلندية التي تزور المملكة بمعية وفد تجاري، يمثل ثلاثة قطاعات حيوية: التعليم، والرعاية الصحية، والطاقة البديلة والمتجددة، إلى أن «الاستثمارات السعودية في فنلندا تتركز في صناديق الاستثمار». وأضافت تويفاكا: «تأسيس مشروع تجاري في فنلندا أمر في غاية السهولة، بعيداً عن البيروقراطية، ويكلف فقط بضعة آلاف من اليورو، ومجتمعنا مستقر، ولدينا عمالة ماهرة جداً، وأؤكد للمستثمرين أن فنلندا تعد بوابة إلى دول شمال أوروبا. كما أن الضرائب على الاستثمارات الأجنبية لا تتجاوز 20 في المئة». وأشارت إلى أن بلادها تتابع باهتمام قيام السعودية بتوسيع وتطوير اقتصادها في جميع المجالات، مبدية «رغبة شديدة في تعزيز العلاقات التجارية، وخلق تعاون جديد ومبتكر بين البلدين»، على حد قولها. وأردفت: «فنلندا اليوم بلد صناعي من الدرجة الأولى، ونجاحها الاقتصادي مبني على النوعية العالية، فتعليمنا الأفضل عالمياً، ونتميز في تقديم الرعاية الصحية المتطورة. كما أن الطاقة النظيفة هي الأكثر رواجاً اليوم في بلادنا، ولدينا معرفة قوية في استخدام وتشغيل الطاقة المتجددة». وفي المجال التعليمي، أكدت الوزيرة أن فنلندا «مستعدة لتدريب المعلمين السعوديين ليصبحوا الأفضل، وفي مجال الطاقة النووية السلمية، بينت أن السعودية تعاقدت مع وكالة الطاقة النووية الفنلندية لتأسيس وبدء الطاقة السلمية. ونحن مستعدون لتدريب وتمكين السعوديين من إدارة وتشغيل هذه المحطات». وتابعت: «كما يمكننا مساعدة السعوديين في توليد الطاقة عبر أمواج البحر، وهي تقنية مطبقة بكفاءة في بلادنا». وعبرت وزيرة التجارة الخارجية عن رغبة بلادها في تعريف المملكة بمشروعهم في مجال الرعاية الصحية الذي أحدث «تحولاً» في فنلندا عام 1970. وقالت: «كانت فنلندا تسجل أكبر عدد وفيات بسبب أمراض القلب. أما اليوم فنعد إحدى أفضل الدول في معالجة هذه الأمراض، وذلك من خلال التركيز على الوقاية، عوضاً عن علاج المرضى، ما يحافظ على الأرواح ويوفر بلايين الريالات». ولفتت إلى أن السعودية كانت من أكبر مستوردي هواتف «نوكيا»، إلا أن الوضع اختلف اليوم، ما جعل الشركة تتحول إلى صناعة الشبكات، لتلبية حاجات المستهلكين في الوقت الراهن.