تونس - رويترز - نزلت مدينة القدس بتراثها الضارب في القدم وأدبها وشعرها المفعم بالعروبة عروساً مبجلة، على الدورة السابعة والعشرين لمعرض تونس الدولي للكتاب، وذلك في اطار مساهمة تونس في الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009. وفي هذا السياق احتضنت قاعة الندوات في المعرض أول أمس، لقاء فكرياً بعنوان «القدس من خلال الأدب والتاريخ». وقال مدير المعرض بوبكر بن فرج في كلمته ان اختيار الدورة الحالية للمعرض مدينة القدس لتكون ضيفة شرف يعكس المكانة المشرقة التي تحتلها هذه المدينة في قلوب كل التونسيين. ويتيح الجناح الفلسطيني في المعرض لرواده الاطلاع على مجموعة من المعارض للصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي، إضافة الى معرض حول شاعر فلسطين الراحل محمود درويش. وأبرز السفير الفلسطيني في تونس سليمان الهرفي معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، وتحدث عما تقوم به السلطات الإسرائيلية من طمس للمعالم التاريخية والدينية والثقافية العربية. وقال منظمو المعرض ان استضافة القدس ضيف شرف هو تعبير أيضاً عن مساندة تونس للقدس ضد محاولات طمس هويتها وتهويدها من قبل المحتل الإسرائيلي. وشملت الندوة الفكرية ثلاث مداخلات ابرزها مداخلة قدمها الأستاذ نظمي الجعبة من فلسطين، بعنوان «التركيب الديموغرافي في مدينة القدس - حي المغاربة نموذجاً». أما الكاتب الفلسطيني محمود شقير، فاختار ان يتحدث عن «القدس في الأدب»، معرجاً على آخر كتاباته بعنوان «ظل آخر في المدينة»، ومبرزاً تجربته الشخصية في علاقته مع عاصمة فلسطين. وتحدث الناقد وليد ابوبكر عن مكانة القدس في بعض الأعمال الأدبية العربية، مشيراً الى ان هذه الأعمال اقتصرت في نظره على تصوير المشهد الخارجي للمدينة من دون الغوص في رمزيتها وتراثها. كما اقيمت بعد ذلك امسية شعرية بمشاركة الشعراء التونسيين ادم فتحي ومنصف المزغني والصغير اولاد احمد، وأحمد دحبور وزكرياء محمد من فلسطين، اضافة الى الشاعر الإماراتي كريم معتوق ودارت حول موضوع القدس. وأقيم جناح متميز عرضت فيه نماذج من التراث الفلسطيني لفتت الانتباه، حيث جاءت على شكل خريطة تضمنت لوحات ازياء أبرزت دقة الرسوم وجمال الأزياء الفلسطينية الشعبية. وقالت مها السقا مديرة مركز التوثيق وإحياء ونشر التراث الفلسطيني والمشرفة على هذا الجناح، ان التراث الفلسطيني سلاح له اهميته وجدواه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأضافت: «اسرائيل التي اغتصبت الأراضي وغيرت من معالمها لم تجد تراثاً تدافع به عن وجودها، فبدأت تسرق من تراثنا نحن... من ازيائنا وموسيقانا وأكلاتنا».