منذ توليه منصبه العام 1998 رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ارتبط اسم سيب بلاتر بقضايا مثيرة للجدل من فساد وأزمات مالية واتهامات بسوء الإدارة، وصولاً إلى الأزمة الأخيرة وفضيحة «فيفا» التي أطاحت بعدد من مسؤولي كرة القدم في الاتحاد الدولي، واستقال بلاتر على خلفيتها. وانتُخِبَ بلاتر رئيساً ل«فيفا» العام 1998 خلفاً للرئيس السابق جواو هافيلانج الذي استمر في رئاسة الاتحاد 17 عاماً، ليواجه أول أزمة بعد ثلاثة أعوام فقط من توليه المنصب، أي في العام 2001 بعدما تعرّض شريك «فيفا» في التسويق (الشركة السويسرية العالمية للرياضة والعطلات) للإفلاس، وغرق في ديون بلغت 100 مليون دولار، ما عرض «فيفا» للخطر بالتبعية، وتهديد مستقبل بلاتر الوظيفي. وكشفت التحقيقات تورط مسؤولين عدة بقبول رشاوى، إلا أنها لم تثبت تورط بلاتر، ووصفت أداءه ب«الأخرق». في العام التالي لفضيحة الرشاوى، قدم نائب بلاتر، زن روفينين وثائق إلى السلطات السويسرية العام 2002 نيابة عن أعضاء المكتب التنفيذي تتهم بلاتر بسوء الإدارة المالية للاتحاد واستغلال النفوذ، وهو ما أثار قلق بلاتر بعد تكرر المشاكل داخل الاتحاد، وأعلن أنه أنهى تحقيقا داخلياً في هذا الشان، لتنتهي الأزمة برحيل روفينين. وعلى رغم هذه الأزمات وتمرد بعض أعضاء المكتب التنفيذي على بلاتر، أُعيد إنتخابه مرة أخرى عام 2002، ليفوز على منافسه الأفريقي عيسى حياتو. وتجددت الأزمات العام 2006 بعد اتهامات وجهت إلى نائب بلاتر ورئيس إتحاد كرة القدم في ترينيداد وتوباغو جاك وارنر بالاحتيال وبيع تذاكر مباريات كأس العالم في ألمانيا عبر شركة سياحة تديرها عائلته، إلا أن «فيفا» برأت ساحته على رغم تقارير عدة كشفت أنه ربح أكثر من مليون دولار. وجاء العام 2010 حاملاً المزيد من الاتهامات بالفساد والتلاعب في اختيار الدول المنظمة لكأسي العالم 2018 و2022. وعلى رغم تحذير المراقبين من أن عملية التصويت المزدوجة يمكن أن تفتح الباب للرشاوى والتلاعب، إلا أن الأمر حدث بالفعل بعدما تشكلت تحالفات لدعم الدول المرشحة وشراء الأصوات، وهو ما أثبتته صحيفة «صنداي تايمز» في شريط مصور أظهر اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية عاموس ادامو من نيجيريا ورينالد تيماري من تاهيتي يعرضان صوتيهما «للبيع». وكشفت اللجنة الإنكليزية أن أربعة أعضاء عرضوا أصواتهم للبيع، وأن واحداً منهم طلب 2.5 مليون دولار، والآخر طلب أن يحصل على لقب «فارس» مقابل التصويت لصالح المملكة المتحدة. وبعد عام واحد من هذه الأزمة، ظهرت أزمة جديدة العام 2011 قبل أسابيع من الانتخابات الجديدة داخل «فيفا»، بعدما رتب رئيس «كونكاكاف» جاك وارنر إجتماعا مع المرشح القطري رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام لبحث دعمهم له بشتى الطرق، منها إرسال مبالغ مالية إلى ممثلي المنظمات. إلا ان رئيس اتحاد الباهاماز فريد لون صوّر المغلّف وبداخله 40 ألف دولار قبل أن يرده، لتبدأ أزمة جديدة تطيح بأكثر من 36 عضواً من الاتحاد، ويتراجع بن همام عن السباق ليصبح بلاتر الرئيس للمرة الرابعة. وتسببت أزمتا 2010 و2011 بإستقالة أربعة من رؤساء الإتحاد الستة، وإيقاف بن همام مدى الحياة. واستمرت الازمات داخل الاتحاد حتى جاء العام 2015 محملا ب«تسونامي» أطاح بالاتحاد وبلاتر بعد الكشف عن أكبر فضيحة تجاوزات ورشاوى واستغلال نفوذ في تاريخ الاتحاد أسفر عنها القبض على قيادات ورؤساء إتحادات كرة القدم، بالإضافة إلى استقالة بلاتر وتراجعه عنها. وتدور التحقيقات في فضيحة «فيفا» حول تلقي مسؤولين في «فيفا» و«كونكاكاف» أكثر من 150 مليون دولار من الرشاوى مقابل إعطاء حقوق البث التلفزيوني لمباريات بطولات كرة القدم، بما في ذلك كأس العالم وكأس أميركا. وأعلنت وزارة العدل الأميركية أن لديها أدلة على الفساد في منح تنظيم نهائيات كأس العالم 2010 لجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى اتهامات وجهها الادعاء الأميركي تفيد بأن انتخابات رئاسة الاتحاد العام 2011 سادتها الرشوة والفساد، وأن أحد المرشحين قدّم مغلفات يحتوي كل منها على 40 ألف دولار نقداً ليتم تسليمها الى ممثلي المنظمات التي يحق لها التصويت في الانتخابات. ووجهت 47 تهمة إلى 14 شخصاً بينها تهم بالابتزاز وغسل الأموال والاحتيال.