طور باحثون من شركة أرامكو السعودية تقنية نجحت في خفض نسبة انبعاث الكربون من السيارات بنحو 25 في المئة. وعرضوا نموذجاً لتقنية طورها مركز البحوث والتطوير التابع ل«أرامكو السعودية» تمكنوا من خلالها من خفض الانبعاثات، وقدم مهندسون متخصصون من الشركة شرحاً مفصلاً عن التقنية التى تم تطبيقها بشكل تجريبي على سيارة سيدان، توضح تفاصيل عملية مبسطة لطريقة خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبأسلوب مبتكر. ولقي العرض الذي قدمته «أرامكو السعودية» في «المنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون» الذي اختتم أمس في الرياض اهتماماً من الزوار، لاسيما أن قطاع المواصلات يعد من القطاعات المهمة في إطار الحديث عن انبعاثات الكربون. وتتلخص التقنية في تطوير نظام صغير يستغل الطاقة الحرارية المهدرة من عملية الاحتراق في المحرك، إذ يقوم بحجز غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة. ويتكون النظام من ثلاثة أجزاء، يتكون الأول من نظام حجز الكربون باستخدام محلول كيماوي، والجزء الثاني يتكون من نظام ضغط وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون، أما الجزء الثالث فيقوم بتحويل الطاقة الحرارية المهدرة من المحرك إلى طاقة كهربائية تغذي عملية ضغط وتخزين الغاز في السيارة. واستمع زوار المعرض المصاحب لفعاليات المنتدى لأول نموذج عمل عليه المركز في 2011، إذ تم إنتاج الجيل الأول من النظام بنجاح بهدف تقويم الجدوى العملية للنظام. وتم اختباره على شاحنة نقل صغيرة، تم تطويرها واختبار قدرتها على حبس وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتم عرض النموذج في فترة ماضية، وهو أول مشروع في العالم يقوم بتطوير واختبار تقنية مشابهة لخفض الانبعاثات. وخلال فترة وجيزة، وبالتحديد في 2013 تم إنتاج الجيل الثاني من النظام بحجم أصغر بثماني مرات من حجم الجيل الأول، وقدرة لاحتباس أكثر من 25 في المئة من غاز ثاني أكسيد الكربون مقارنة ب10 في المئة في الجيل الأول. وأكد المتحدثون - وهم مهندسون متخصصون في هذا المجال - أن الحاجة إلى خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من مصادر الانبعاث المتحركة «مثل السيارات والشاحنات وغيرها»، مبنيٌّ على عنصرين أساسيين وحيويين، هما حماية البيئة والوفاء بمتطلبات الأنظمة المستقبلية في مجال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في صناعة السيارات. وأضافوا أن مواصلة التزام الشركة بحماية البيئة تتمثل في جهودها في مشاريع البحوث والتطوير، وأشاروا إلى أن الهدف الرئيس من مثل هذا البحث يكمن في توفير حل عملي لحبس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المصادر المتحركة بكلفة معقولة، وألاَّ يكون لذلك أثر يُذكر على أداء السيارة. ويواصل فريق البحوث استكشافه لأساليب متعددة ومختلفة للتعامل مع ثاني أكسيد الكربون الذي يتم حبسه، إذ طور الفريق فرضيات مختلفة، ويعمل على تقويم جدوى كل منها، مؤكدين أن الهدف النهائي لهذا النظام هو حبس نسبة أكبر من انبعاثات أكسيد الكربون من العادم، وتوفير استخدامات لهذه الانبعاثات المحبوسة. ولا يزال المركز يطور آليات للإفادة من كميات الكربون بطرق مبتكرة، تقوم إحداها على تخزين الكربون في السيارة قبل تفريغه من محطة الوقود، ثم معالجته بطريقة كيماوية.