عرض متحدثون في المنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون المقام في الفترة بين 1- 4 نوفمبر الجاري في الرياض نموذجاً لتقنية طورها مركز البحوث والتطوير التابع لأرامكو السعودية، والتي نجحت في تخفيض نسبة انبعاث الكربون من السيارات بنحو 25%. وقدم مهندسون متخصصون من أرامكو السعودية شرحاً مفصلاً عن التقنية التي تم تطبيقها بشكل تجريبي على سيارة سيدان، توضح تفاصيل عملية مبسطة لطريقة خفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وبأسلوب مبتكر، ولقي العرض اهتماماً من الزوار، لا سيما وأن قطاع المواصلات يعد من القطاعات الهامة في إطار الحديث عن انبعاث الكربون. وتتلخص التقنية في تطوير نظام صغير يستغل الطاقة الحرارية المهدرة من عملية الاحتراق في المحرك، إذ يقوم بحجز غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة، ويتكون النظام من ثلاثة أجزاء، تتمثل في نظام حجز الكربون باستخدام محلول كيميائي، فيما يتكون الجزء الثاني من نظام ضغط وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون، فيما يتكون الجزء الثالث من نظام يقوم بتحويل الطاقة الحرارية المهدرة من المحرك الى طاقة كهربائية تغذي عملية ضغط وتخزين الغاز في السيارة. واستمع زوار المعرض المصاحب لفعاليات المنتدى أيضا عن أول نموذج عمل عليه المركز في عام 2011، إذ تم إنتاج الجيل الأول من النظام بنجاح بهدف تقييم الجدوى العملية للنظام، وتم اختباره على شاحنة نقل صغيرة، تم تطويرها واختبار قدرتها على حبس وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وقد تم عرض النموذج في فترة ماضية، وهو أول مشروع في العالم يقوم بتطوير واختبار تقنية مشابهة لخفض الانبعاثات، وخلال فترة وجيزه وبالتحديد في عام 2013 تم إنتاج الجيل الثاني من النظام بحجم أصغر بثماني مرات من حجم الجيل الأول وقدرة لاحتباس أكثر من 25% من غاز ثاني أكسيد الكربون مقارنة ب10% في الجيل الأول. وأكد المتحدثون أن الحاجة إلى خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من مصادر الانبعاث المتحركة مثل السيارات والشاحنات وغيرها مبنيٌّ على عنصرين أساسيين وحيويين هما حماية البيئة والوفاء بمتطلبات الأنظمة المستقبلية في مجال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في صناعة السيارات، مبينين أن مواصلة التزام الشركة بحماية البيئة يتمثل من خلال جهودها في مشروعات البحوث والتطوير. وأشار المتحدثون وهم مهندسون متخصصون في هذا المجال ان الهدف الرئيس من مثل هذا البحث يكمن في توفير حل عملي لحبس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المصادر المتحركة بتكلفة معقولة، وألاَّ يكون لذلك أثر يُذكر على أداء السيارة. ويواصل فريق البحوث استكشافه لأساليب متعددة ومختلفة للتعامل مع ثاني أكسيد الكربون الذي يتم حبسه، حيث طور الفريق عدداً من الفرضيات المختلفة، ويعمل على تقييم جدوى كل منها، ويشير المتحدثون في المعرض إلى أن الهدف النهائي لهذا النظام هو حبس نسبة أكبر من انبعاثات أكسيد الكربون من العادم، وتوفير استخدامات لهذه الانبعاثات المحبوسة، ولا يزال المركز يطور آليات للاستفادة من كميات الكربون بطرق مبتكرة، تقوم إحداها على تخزين الكربون في السيارة قبل تفريغه من محطة الوقود ثم معالجته بطريقة كيميائية. وأفاد المتحدثون في المعرض بأن الرؤية المستقبلية لهذا التقنية يجب أن تكون جزءا من منظومة متكاملة تشمل تجميع ثاني أكسيد الكربون من السيارات واستغلاله في تطبيقات مبتكره لتحويلة إلى مواد أو استخدامات ذات قيمة مضافة مثل البتروكيميائيات أو استخدامات أخرى.