تضاربت الأنباء إزاء عودة تنظيم «جند الأقصى» إلى «جيش الفتح» الذي يضم عدداً من الفصائل الإسلامية بينها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام الإسلامية» وسيطر على محافظة ادلب وقسم من ريف حماة، ذلك بعد انسحاب التنظيم من «الفتح» على خلفية خلاف حول قتال تنظيم «داعش» في ريف حماة الشرقي وسط سورية. وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «جند الأقصى» عاد إلى غرفة عمليات «جيش الفتح» وأن «بعض الفصائل في جيش الفتح، ساهم بعودة «الجند» إلى الغرفة، بعدما تمت كتابة ميثاق جديد ينظم الغرفة». وكان «جند الأقصى» أعلن انسحابه من «جيش الفتح» بسبب «ضغط» من «حركة أحرار الشام الإسلامية» لمحاربة «داعش» و «مصادمة الشريعة الإسلامية من قبل بعض فصائل الجيش». وقال أحد قادة «جبهة النصرة» و «جيش الفتح» عبدالله المحيسني، إن فصيل «جند الأقصى عاد للعمل تحت مظلة «جيش الفتح» والتأمت صفوفه مجدداً». وأضاف على حسابه في موقع «تويتر» الأربعاء: «حينما أصدر إخواننا في جند الأقصى بيان الانسحاب من جيش الفتح، قلت حينها إن ظني بهم أنهم لن يخرجوا، وها أنا أبشركم أنه بحمد الله قد عاد جيش الفتح والتأمت صفوفه». وقال: "تمت صياغة ميثاق ينص على إكمال مسيرة جيش الفتح حتى تحرير كامل بلاد الشام وتحكيم شرع الله فيها"، مشيراً إلى أن هذا الميثاق سينشر عمّا قريب. كما أشار إلى قرب بدء معركة حماة التي كان من المخطط لها الانطلاق في وقت سابق، وقال: «ننتظر من قادة جيش الفتح أن يعجلوا بتنسيق غزوتهم ومعاودة الكرة فيها، فالمحاصرون والمستضعفون في المخيمات يستنصرونكم». لكن شبكة «شام» المعارضة نقلت عن حساب «جند الأقصى» في «تويتر» قوله أمس ان التنظيم «لم يبلغ رسمياً عن قبول الاتفاق للعودة لغرفة عمليات جيش الفتح بعد وهذا ما يؤكد أن فصيل جند الأقصى يعمل بمعزل عن غرفة عمليات جيش الفتح حتى اللحظة وأن كل التكهنات والتوقعات التي نشرت عن عودة جيش الفتح لما كان عليه سابقاً غير صحيحة». وتابعت: «لعل الخلاف الأبرز بين فصائل غرفة عمليات جيش الفتح التي تضم فصائل أبرزها جبهة النصرة وجند الأقصى وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام هو مسألة قتال تنظيم الدولة وصد عدوانه على المناطق المحررة الذي وقف فيه جند الأقصى بموقف الحياد رافضاً أي مواجهة مع التنظيم الذي تقاتله باقي الفصائل الأخرى المكونة لغرفة عمليات جيش الفتح». وأوضحت «شام» ان الخلاف في غرفة عمليات «جيش الفتح» تمثل في «سلسلة الاعتداءات المتكررة للتنظيم على مناطق سيطرة الثوار لا سيما في شمال حلب مؤخراً ليظهر للعلن بعد بيان إعلان بدء المرحلة الثانية من غزوات جيش الفتح لتحرير محافظة حماة. وضم البيان ببنده الأخير أن فصائل جيش الفتح ستواجه كل من يقف في طريق غزوتها سواء كان من نظام الأسد أو تنظيم الدولة الذي يحشد قواته في عقيربات (وسط البلاد) مع تسريبات بنيته التقدم لمناطق ريف حماة، وهذا ما جعل جند الأقصى تحتج على البيان الصادر لأنه يشمل كل فصائل جيش الفتح ومنها جند الأقصى وهو اعتراف واضح بوقوفها ضد التنظيم». وبعد خروجه من «جيش الفتح»، ذهب عشرات العناصر من «جند الأقصى» من ريفي حماة وادلب إلى مناطق سيطرة تنظيم «داعش» في الرقة عاصمة التنظيم شرق البلاد ومنبج معقله في ريف حلب. وعلقت «جبهة النصرة» موقتاً عملها في غرفة عمليات «جيش الفتح» تضامناً مع «جند الأقصى» ولمواجهة ضغوطات «احرار الشام»، وفق شبكة «شام». وأضافت: «بعد تدخلات عديدة من علماء دين وطلاب علم من «رابطة أهل العلم في الشام» وقيامها بجولات على الفصائل المشكلة للغرفة، وردت أنباء عن التوصل لاتفاق بين الفصائل لعودة جند الأقصى وجبهة النصرة لغرفة عمليات جيش الفتح». ويعتقد ان سيطرة «جيش الفتح» على بلدة مورك في ريف حماة أمس تزامنت مع معارك «النصرة» في ريف حلب، ما طرح أسئلة عن التنسيق الفعلي بين كتائب «جيش الفتح». وقالت «شام» ان عدم استئناف التنسيق سيؤدي إلى «العمل في شكل فردي غير متناسق وغير منظم والذي سينعكس أيضاً على الإدارة المدنية بإدلب والتي شكلت من قبل فصائل جيش الفتح، من خلال تقاسم بين الفصائل كلاً في مجال والذي سينهي هذه المؤسسات المشكلة من كل الفصائل، نظراً لارتباطها في شكل مباشر ببقاء الغرفة لمدة اعتمادها على العمل المؤسساتي وحصولها على الاستقلالية الكاملة في أي عمل وارتباطها في شكل مباشر بالقيادة العسكرية دون قيادة مدنية مستقلة».