تقدمنا خطوة للأمام ونحن نعلن ضحايا عقارات المنشطات بين الفينة والأخرى بعد أن سيطر الصمت والدمدمة على وضعنا الرياضي، منذ انضمامنا للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. شيء مفرح أن تعلن الحملة بقوة ضد أخطر داء يهدد الوسط الرياضي السعودي، والأجمل إعلان الأسماء مهما كانت نجوميتها ومهما كان النادي المنتمي له النجم وهذه قمة الشجاعة وقمة العدالة. كانت شجاعة لجنة مكافحة المنشطات محدودة للغاية وهي تلتزم الصمت عن كل الحالات طوال السنوات الماضية، وكأن اللاعب السعودي من كوكب آخر، وأتت شجاعة اللجنة على حياء وهي تكشف اسم اللاعب الأجنبي الوحيد، وارتكبت غلطة فظيعة بعد شجاعة الموقف عندما أصدرت عقوبة مخففة ولكن الوكالة الدولية ألجمت قرار اللجنة السعودية وأجبرتها على تطبيق اللوائح من دون تخفيضات. بدأ الحذر والقلق يدب في أروقة الملاعب السعودية وبدأ الجميع يترقب المزيد من الضحايا وبدأ الجميع يفكر في وضع ضوابط وشروط في عقود اللاعبين الاحترافية لحفظ حقوق الأندية، ووضح ان مكاسب العمل في وضح النهار أفضل بألف مرة من سياسة الدمدمة وطريقة "سكتم بكتم" التي قادتنا لما وصل إليه الوضع الرياضي. ماذا سيحدث لو أتت للوسط الرياضي شجاعة الوسط الأمني، عندما أعلن الحرب على المخدرات، بل وأخضع أفراده للفحص العلني؟ هذه الخطوة الراقية من منسوبي الأمن تؤكد الحاجة للفحص على جميع المنتمين الى الوسط الرياضي بمن فيهم المدربون والحكام والإداريون واللاعبون عن المنشطات ومعها المخدرات، وسنكون مجتمعاً أكثر تحضراً وأكثر حماية لمكتسبات وطننا لو شمل الفحص كل وسطنا التعليمي مع بداية كل عام دراسي. بنظرة منطقية على كمية المخدرات التي تحبطها نقاطنا الحدودية، سنكتشف ان هناك نسبة استهلاك عالية في محيطنا، ولذا فإن مكافحة المنشطات لا تكفي لحماية وسطنا الرياضي بل إن السير على منهجية الحملة "ضد المخدرات" التي أعلنها فقيد الرياضة العربية الأمير فيصل بن فهد قبل سنوات قد تقودنا لبناء مجتمع خال من العلل والمفاسد. مجتمعنا بكل شرائحه وفي المقدمة شريحة الوسط الرياضي يحتاج للحماية من المخاطر المحدقة به، وهذا لن يتم بطريقة "سكتم بكتم" بل من طريق الشفافية وتعرية أي متورط مهما كان. المخدرات قبل المنشطات حملة منتظرة من مجتمعنا باكمله، فالرابح في الأخير الوطن السعودي الكبير. [email protected]