على رغم ارتباط الشيخوخة في الأذهان بضعف القدرات الجسدية، لكن دراسات حديثة كشفت أن التقدم في العمر يعطي أجسام المسنين فوائد عدة وقدرات خاصة لا يمتلكها الشباب. وتبدأ الشيخوخة من عمر 59 سنة، وفق إحصاء بريطاني، إلا أن «منظمة الصحة العالمية» التابعة للأمم المتحدة ترى أن الشيخوخة تبدأ بعد عمر الستين. وأظهرت الدراسات أن الوصول إلى مرحلة الشيخوخة ليس سيئاً كما يظن بعضهم، لأن العقل لا يصبح أكثر حكمة وخبرة فحسب، فالجهاز المناعي أيضاً يشاركه هذه القدرات. وقال الباحث في جامعة «كويزلاند» جون أوفام إن «الجهاز المناعي للأشخاص من عمر 40 سنة وحتى ال 70، يستطيع تذكر الفيروسات والأمراض جيداً وربما أفضل من السابق، وهو ما يقلل فرص الإصابة بالإنفلونزا بالمقارنة بمرحلة العشرينات»، مضيفاً أنه «إذا كان عدد مرات الإصابة بالإنفلونزا لدى الشباب يصل إلى ثلاث مرات سنوياً، فإن الاحتمال يقل عند الأشخاص في عمر الشيخوخة إلى مرة واحدة فقط». وكشفت الدراسات أن المسنين أكثر قدرة على التعايش مع تفشي الأوبئة، مثلما حدث في العام 1918 عندما تفشى وباء الإنفلونزا ليقتل أكثر من 50 مليون شخص ويصبح الأسوأ في تاريخ البشرية. إلا انه كان أقل تأثيراً في من هم أكبر من 40 سنة، وهو ما تكرر مع تفشي وباء «أنفلوانزا الخنازير» التي أثرت في شكل أكبر في من هم دون ال 65. ويقل التعرض لنوبات الحساسية عند الأكبر سناً. وقالت الدكتورة في مستشفى ويسكنسن للأطفال ميتشيل غرايسون: «كلما تتقدم في العمر يقل خطر الإصابة للحساسية، وتبدأ الحساسية في الطفولة وتقل مع التقدم في العمر لتصل إلى أقل معدلاتها بعد ال 60». وأظهرت دراسة «سياتل المطولة» والتي بدأت العام 1956 وتعتبر الأطول من نوعها أن التقدم في العمر يزيد الإنسان ذكاءً، وأن 6 آلاف شخص (موضوع الدراسة) كانوا أكثر قدرة على حل مسائل رياضية بسهولة عما كانوا في العشرينات والأربعينات. وعلى عكس المعتقد بأن التقدم في العُمر قد يؤثر في العلاقة الزوجية، أكدت الدراسات أن نصف عينة السيدات (موضوع الدراسة) في عمر ال 80 سنة كن أكثر تجاوباً مع أزواجهن من ذي قبل، وفي دراسة أخرى لمن هم في عمر الستين وصلت النسبة إلى 74 في المئة عند الرجال و70 في المئة عند النساء، وأرجع الباحثون الأمر إلى الثقة وعدم الخوف عن التعبير عن المشاعر لدى الأشخاص الأكبر سناً. وتقل نسبة الإصابة بالصداع النصفي عند الأشخاص مع تقدمهم في العمر،وفق دراسة سويدية أثبتت أن نوبات الصداع النصفي تكون أقل حدة وأقصر وقتاً كلما تقدم الإنسان في العمر، إضافة إلى قلة التعرق بداية من عمر ال 50.