أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) عن أسماء الفائزين بجوائز المهرجان العربي للعام 2015، وذلك عن أربع فئات: الأفلام الوثائقية، والأفلام الوثائقية القصيرة، والريبورتاج، وجائزة الصحافيين الشباب. وعرض المهرجان على مدى أربعة أيام قائمة من عشرين فيلماً تم إنتاجها حول مواضيع لها علاقة مباشرة بقضايا الانتماء والهوية والوطن والطفولة والمستقبل، وغيرها من القضايا الساخنة في مجتمعات العالم العربي. ونُظم مهرجان العام الحالي تحت شعار "حاكمون ومحكومون: السلطة في عالم عربي متغير". وقدمت الحفل الختامي الكوميدية شابي خورساندي في مسرح راديو "بي بي سي" في وسط لندن. وفاز عن فئة الأفلام الوثائقية فيلم "الرقيب الخالد" ومدته 72 دقيقة، وهو من إخراج زياد كلثوم الذي ولد في حمص السورية في العام 1981. وقبل إخراج الوثائقيات الطويلة، عمل زياد مساعد مخرج في أفلام ومسلسلات وبرامج تلفزيونية عدة، وأختير فيلمه الوثائقي الأول "أيدل" (آه يا قلبي) في العام 2012 للمشاركة في مهرجان قرطاج السينمائي. وبعد اندلاع الأزمة السورية، خدم زياد كلثوم جندي احتياط، وفي الوقت ذاته كان يعمل مساعداً للمخرج السوري المعروف محمد ملص. ويتابع فيلم "الرقيب الخالد" زياد في رحلة يوم عادي من العام 2012، ليقدم لنا لمحة عن رفاقه السوريين الآخرين وهم يكابدون الأسى والصدمة، وفي الوقت نفسه يحاولون مواصلة حياتهم العادية. وعُرض "الرقيب الخالد"، الذي ولدت فكرته في اثناء عمل المخرج في فيلم "سلم إلى دمشق"، في العديد من المهرجانات، وحصل على جائزة في مهرجان لوكارنو السينمائي. وعن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة فاز فيلم "سوق سفوان"، ومدة عرضه 25 دقيقة، وهو من إخراج هادي ماهود. ويقع "سوق سفوان" في قلب السماوة في العراق، وهو أكبر سوق في المدينة، ويحقق اعلى دخل لسكانها. وتتناول قصة الفيلم قرار الحكومة هدم السوق، الذي يقع في منطقة ذات غالبية شيعية، لبناء جامع للسنة، فيجد الباعة هناك سبباً يدعوهم للتمرد. إلى أين ينقلون تجارتهم؟ كيف سيجدون لقمة العيش؟، ولماذا قرر المسؤولون عن تطوير المدينة بناء الجامع في هذا المكان بالذات؟ ومن بين أعمال هادي ماهود: "الغريق"، وهو وثائقي مبني على معلومات سرية من ملفات الشرطة العراقية، و"ليالي هبوط الغجر" ويحكي عن الغجر الذين يواجهون الكراهية في أعقاب سقوط النظام العراقي في العام 2003. وله أيضاً أفلام "العراق بلدي"، و"انهيار"، و"العربانة"، و"سائق الإسعاف". وعن فئة الأفلام القصيرة فاز فيلم "صافاي الرائعة" ومدة عرضة 16 دقيقة، وهو من إخراج رندا معروف. واستوحيت قصة الفيلم من شخصية حقيقية يُشار إليها باسم "صافاي الرائعة". وكانت هذه الشخصية متحولة جنسياً من ذكر الى أنثى، وأمضت جزءاً من حياتها تعمل خادمة لأسرة المخرج. وطوال هذا الوقت، لم يتمكن أي شخص في البيت من التعرف الى هويتها الجنسية "الحقيقية". وينسج الفيلم بأسلوب أنيق مقاطع من محادثات صوتية لمختلف أفراد الأسرة تتعلق بوجهات النظر الاجتماعية تجاه سلوكات الجنسين. وتركّز أعمال المخرجة رندا معروف على قضايا تتمحور حول الهوية الجنسية والفضاء العام. وعرضت معروف أعمالها على نطاق عالمي في مهرجانات عدة، منها بينالي مراكش، ومعهد العالم العربي في باريس، ولقاء التصوير الأفريقي في باماكو، والمهرجان الدولي للأفلام القصيرة في دريسدن. وعن فئة الريبورتاج فاز تقرير "صيصة، السيدة الحديدية" ومدته 3 دقائق، وهو من إخراج علي السطوحي. ويحكي التقرير قصة المصرية صيصة التي توفي زوجها وهي حامل بطفلهما الأول، فاضطرت لمواجهة اعباء الحياة بمفردها، ولأجل ذلك امضت ثلاثا وأربعين سنة متنكرة في زي رجل لكي تعمل وتربي طفلها. ويرسم "صيصة، السيدة الحديدية" صورة لعزم هذه المرأة وإرادتها في التغلب على التمييز بين الجنسين. ويذكر أن المخرج علي السطوحي بدأ مسيرته العملية في الصحافة الاستقصائية بعد تخرجه في مجال الصحافة في العام 2007، وهو يعمل الآن مديراً لقسم الصحف المتعددة الوسائط في مصر. وفاز بجائزة الصحافيين الشباب فيلم "لاجئون أينما حلوا"، وهو فيلم وثائقي قصير مدته 24 دقيقة، من إخراج الأردنية جمانة سعادة. وتدور قصة الفيلم حول أسرة فلسطينية من الخليل أجبرت على مغادرة فلسطين في العام 1948، شأن العديد من الأسر الفلسطينية الأخرى، واستقرت في الأردن، لكن الجنسية الأردنية سُحبت من أفرادها في أعقاب أحداث "أيلول الأسود " في العام 1970. ومرة أخرى، أُخرجت الأسرة من ديارها وأُرسلت إلى سورية للاستقرار في مخيم "اليرموك" للاجئين في دمشق. ولكن هذه المرة لم تُمنح أي أوراق هوية، واعتُبرت إقامتها "غير محددة". واليوم، تواجه هذه الأسرة ترحيلاً آخر. فبعد سماع نبأ إعدام أبيهم عبر "فايسبوك"، قرّر أفراد الأسرة مغادرة مخيم "اليرموك" والعودة إلى الأردن على رغم عدم امتلاكهم بطاقات الهوية. وتعمل المخرجة جمانة سعادة حالياً في شركة "شاشات للإنتاج الفني" في عمان، وعرض أول أفلامها الوثائقية "لاجئ مستعمل" في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية في قطر، ومهرجان ألتين تشينار السينمائي في تركيا. وحصلت جمانة على درجة الماجستير في الإنتاج السينمائي من جامعة سنترال لانكشير الإنكليزية.