قررت "مؤسسة الخدمات الصحية" في المملكة المتحدة رفع 16 دواء لعلاج سرطانات البنكرياس والأمعاء والثدي وعنق الرحم والدم من لائحة "صندوق دعم أدوية السرطان"، ما يعني أنها لن تكون متاحة للمرضى الذين لم يحصلوا على وصفة طبية قبل القرار. وأشار البعض إلى أن هذه الخطوة قد ترجع البحوث حول المرض إلى الوراء، خصوصاً أنها تمنع هذه الادوية التي من الممكن أن تطيل عمر المرضى المصابين بهذه المرض. وأحد الأدوية الممنوعة هو "Abraxane" الذي يوصف لعلاج سرطان البنكرياس، خصوصاً أنه يكلف نحو ثمانية آلاف يورو لكل مريض، في وقت أشارت البحوث إلى أنه قد يطيل عمر المريض لنحو شهرين في حال استعمل إلى جانب "gemcitabine". ولفت المختص بمجال الأورام البروفيسور وان فالي إلى أن "المملكة المتحدة رائدة في مجال التجارب الطبية في مجال العلاجات لمرض سرطان البنكرياس، في حين أن الجيل الجديد من التجارب كان سيضيف إلى تركيبة Abraxane وgemicitabine، لكن مع هذا القرار سنضطر إلى الرجوع خطوة إلى الوراء". وأكدت المديرة التنفيذية لمنظمة "العمل لعلاج سرطان البنكرياس" الخيرية آلي ستنت، أن "طريقة تقويم الأدوية في "مؤسسة الخدمات الصحية" تشوبها الأخطاء، إذ لم تأخذ المؤسسة في الاعتبار خطر عدم تلبية حاجات المرضى بهذا المرض ومحدودية الأدوية المتوافرة لديهم، إضافة إلى ما يوفره هذا الدواء من فائدة على مستوى إطالة الحياة"، في وقت أشارت المؤسسة الخيرية إلى أن المرض يعد من أكثر الأمراض السرطانية المتعارف عليها قتلاً في المملكة المتحدة. وفي 2014، نشرت "مجموعة الناجين من السرطان" الممولة من "مركز أبحاث السرطان" البريطاني الذي يعد من أكبر المؤسسات البحثية المهتمة بعلاج المرض في العالم، دراسة أفادت بأن الإحصاءات الأخيرة كشفت عن تزايد فرص النجاة من المرض، بنسبة 50 في المئة خلال الأعوام الأخيرة، وأن احتمال الشفاء منه آخذ في الارتفاع في شكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة في بريطانيا. وقال الأستاذ في "جامعة لندن للصحة والطب"، والمشرف على البحث البروفيسور ميتشل كولمان أن "هذه النتائج جاءت بعد تحليل مفصل لحالات أكثر من 7 ملايين مصاب بالسرطان في إنكلترا وويلز منذ عام 1970، وتظهر كيف تطورنا في علاج المرض للوصول إلى هذه المعدلات، كما أنها تظهر الجوانب التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها في هذا المجال". وأوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة الأبحاث هاربل كومار أن "المعلومات التي حصلنا عليها خلال 20 عاماً، تجعلنا نعرف اليوم الكثير عن السرطان في شكل أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يضعنا أمام فرصة رائعة لزيادة وتيرة العمل، فنحن نريد أن تتحسن الأمور في شكل أسرع ابتداءً من الآن".