قُتل 224 شخصاً غالبيتهم من السيّاح الروس في كارثة تحطم طائرة ركاب من طراز «آرباص321» كانت في طريقها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ فجر أمس، في حادث سارع فرع «داعش» المصري إلى تبنيه، زاعماً أنه أسقط طائرة يستقلها «صليبيون» فوق شبه جزيرة سيناء رداً على تدخل روسيا العسكري دعماً للجيش السوري النظامي. لكن مصر شككت فوراً في صحة هذا التبني، مرجحة خللاً فنياً وراء سقوط الطائرة، وهو أمر ساندته موسكو التي قالت إن بيان تبني المسؤولية المزعوم ليس صحيحاً. وأعلنت الحكومة الروسية اليوم الأحد يوم حداد، وفتحت «تحقيقاً جنائياً» ودهمت مقرات للشركة المشغّلة للطائرة وصادرت وثائق منها. وفُقد الاتصال مع طاقم الطائرة المنكوبة بعد إقلاعها ب 23 دقيقة فجر السبت من شرم الشيخ قبل أن تهوي بسرعة كبيرة على بعد عشرات الكيلومترات عن مدينة العريش المصرية. وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين الذي تحدث هاتفياً مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحداد في روسيا وأمر بفتح تحقيق لتحديد أسباب الحادث، فيما أرسلت وزارة الطوارئ خمس طائرات للمساعدة في عمليات انتشال الضحايا وجمع بقايا الطائرة ومساعدة السلطات المصرية في فحص محتويات الصندوق الأسود الذي عثر عليه قرب مكان الحادث. ونشرت هيئة الطيران لائحة بأسماء ركاب الطائرة ال 217 وبينهم 17 طفلاً، إضافة إلى 7 هم أفراد الطاقم. وأعلنت لجنة التحقيق الروسية أنها تدرس «كل الفرضيات» بعد بروز مخاوف من أن تكون الطائرة تعرضت لعمل تخريبي، خصوصاً أن سيناء معروفة بنشاط جماعات إرهابية بعضها بايع تنظيم «داعش»، على رغم أن خبراء هيئة الطيران رجحوا أن يكون الحادث وقع نتيجة عطل فني مفاجئ. واستنفرت السلطات المصرية، من جهتها، لتطويق تبعات الحادث، واستبعدت أن يكون وراءه «عمل إرهابي»، مرجحة «عطلاً فنياً». وأعلنت وزارة الطيران المصرية أنها فقدت الاتصال بالطائرة الروسية من طراز «آرباص- 320» بعد أقل من نصف ساعة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الساعة 5.50 صباحاً، مشيرة إلى أنه كانت على ارتفاع 31 ألف قدم حينما اختفت من على شاشات الرادار. ولاحقاً، عثر سلاح الطيران المصري على حطام الطائرة في منطقة الحسنة الجبلية جنوب مدينة العريش (شمال سيناء)، وسارعت فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث حيث لم يُعثر على ناجين وكان بعض الضحايا ما زال يضع حزام الأمان. وأعلنت السفارة الروسية في القاهرة في بيان: «للأسف، قُتل جميع ركاب رحلة شركة كوجاليمافيا رقم 9268 من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ»، فيما أوضح الناطق باسم الحكومة المصرية حسام القاويش: «لم نعثر حتى الآن على أحياء بين حطام الطائرة التي كانت تقل 214 راكباً روسياً، وثلاثة من أوكرانيا، مقسمين إلى 138 سيدة و62 رجلاً و17 طفلاً». ويُضاف إلى الركاب الضحايا أفراد طاقم الطائرة المؤلف من سبعة أشخاص. وأعلن الفرع المصري لتنظيم «داعش» الذي يطلق على نفسه «ولاية سيناء»، مسؤوليته عن «إسقاط» الطائرة، وقال التنظيم في بيان: «تمكن جنود الخلافة من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء تقل على متنها ما يزيد على 220 صليبياً روسياً قتلوا جميعاً ولله الحمد»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي رداً على مشاركة روسيا في القتال في سورية. إلا أن مصدراً مصرياً مسؤولاً شكك في بيان «داعش»، مستبعداً في شدة فرضية «العمل الإرهابي»، قائلاً إن عملية إسقاط طائرة ركاب «تحتاج إلى تقنيات حديثة لا تتوافر لدى الجماعات المسلحة التي تتمركز في شمال سيناء»، ورجّح «حصول عطل فني في الطائرة»، غير أن رئيس الشركة المصرية للمطارات عادل محجوب أكد أن الطائرة الروسية «تم فحصها فنياً قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ وتبين صلاحيتها للطيران». في غضون ذلك (رويترز) قرّرت شركات طيران أوروبية عدم التحليق فوق شبه جزيرة سيناء انتظاراً لمعرفة سبب حادث الطائرة الروسية.