تواجه جزيرة غرينلاند خطر ذوبان الجليد الذي يغطي ما يزيد على 80 في المئة من مساحتها، والتحوّل إلى أنهار وبحيرات بفعل التغيّر المناخي. وتقع الجزيرة بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، شمال شرقي كندا. وترتبط سياسياً وتاريخياً بأوروبا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عن الدكتور المختص في علم الهيدرولوجيا المائية في «جامعة وايمنغ» الأميركية براندون اوفرستريت قوله إن «خطر الوفاة في حال سقط أحد في هذه الأنهار نسبته 100 في المئة». وترتكز مهمة أوفرستريت على أخذ عينات من النهر، لفهم إحدى أهم ظواهر الاحتباس الحراري وأكثرها تأثيراً في البيئة. وأظهرت البيانات التي جمعها اوفرستريت وزملاؤه في الدراسة، أن عملية ذوبان الغطاء الجليدي في جزيرة غرينلاند هي الأكبر عالميا، ما يؤثر في ارتفاع مستويات البحار مستقبلاً، وقد تزيد أيضاً مستويات سطح البحر بنحو 20 قدماً. وقال رئيس قسم الجغرافيا في «جامعة كاليفورنيا» في لوس أنجليس وقائد فريق الدراسة، لورنس سميث، إن «العلماء يحبون الجلوس على أجهزة الكمبيوتر واستخدام النماذج المناخية والتنبؤ بما سيحصل في المستقبل»، مؤكداً أنه «لا يمكن أن تتحقق التنبؤات إلا من خلال القياسات التجريبية العملية في هذا المجال». ودرس العلماء لسنوات عدة، تأثير الاحتباس الحراري على الأرض في غرينلاند والقطب الجنوبي. وقام الباحثون بتتبع الجبال الجيليدية من خلال صور الأقمار الاصطناعية، وابتكار نماذج لمحاكاة الذوبان، إلا أن لديهم القليل من المعلومات على أرض الواقع، وبالتالي يصعب التنبؤ بمدى ارتفاع مستويات سطح البحر. وأظهرت محطة «ناشيونال جيوغرافيك» في العام 2013، أن مستويات البحار سترتفع بواقع 216 قدماً بسبب ذوبان الجليد، وهذا من شأنه إعادة تشكيل القارات وإغراق عدد من المدن الكبرى في العالم. وقال خبراء في «الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء الأميركية» (ناسا) إنه بإمكان اعتبار العام الحالي، أكثر الأعوام حرارة منذ العام 1998، وإن بعض المناطق ستشهد جفافاً شديداً وحراً لا مثيل له. ويؤكد خبراء في «ناسا» أن التغيّر في المناخ العالمي له تداعيات على البنية الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية للأرض. وتشير التقارير الصادرة عن «ناسا» إلى تقلّص الأنهار الجليدية وذوبان الجليد في الأنهار والبحيرات بشكل أسرع، فيما أصبحت الأشجار تزهر قبل أوانها، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر المتسارع وارتفاع درجات الحرارة. وأوضحت «ناسا» أن تغيّر المناخ يظهر في الولاياتالمتحدة بشكل ملحوظ. ففي شمال شرقي البلاد، ازدادت موجات الحر وكذلك هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع مستوى سطح البحر، ما سيترك أثراً في البنية التحتية والزراعية والثروة السمكية على نحو متزايد.