«من الأجدر بالحياة ومن الذي يجب أن يموت؟»، سؤال يرافق المشاهد للعرض المسرحي «سول» (روح) على «مسرح الطليعة» في وسط مدينة القاهرة. وتدور أحداث المسرحية داخل إحدى الحانات في الريف الإنكليزى، حيث تلتقي مجموعة من الأشخاص لقضاء وقت ممتع بعد يوم شاق. وهم على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم، إلا أنهم يتفقون على كره الحياة، ويعبرون عن معاناتهم وشقائهم فيها. وتتوالى الأحداث مع ظهور زائر غريب عن المكان، يعرفون فيما بعد أنه «مندوب الموت» جاء لاختيار أحدهم للذهاب معه. ويقول مخرج العرض باسم قناوي إنه قام بكسر فكرة المسرح التقليدي، مضيفاً: «أردت للمشاهد أن يجلس وكأنه داخل حانة بالفعل، لا يوجد حاجز بينه وبين الممثل، فأنت داخل الحدث في شكل مباشر، لتتعدى مشاهدتك المسرحية حدود الإستمتاع، إذ تضع نفسك مكان أحد الممثلين في العرض». أما لبنى ونس الحائزة على جائزة أفضل ممثلة في المهرجان القومى للمسرح، فتؤدي دور سيدة مسنّة يصفها الجميع ب«العجوز» ساخرين منها، أحبت أكثر من مرة وما زالت ترى أنها قادرة على الحب، على رغم رغبتها الدائمة في الموت. غير أنه عندما يقترب الموت منها ويصبح بينها وبينه خطوة، تفكر كثيراً فيما تريد أن تفعله في حياتها، وتندم على ما أضاعته من عمرها، لكنها ترفض الموت، تتمسك بالحياة وتريد أن تعيشها وتستمتع بها مرة أخرى بعدما أدركت قيمتها. ويؤدي علي عدنان شخصية الشاب الوحيد في العرض المحب للحياة، ويسعى إلى نشر السعادة في قلوب من حوله، لكن الدنيا لم تمنحه إلا التعاسه فى الحب والعمل، وعلى رغم ذلك يبتسم ولا يبالي ويصر على أن يعيش الحياة بسعادة. يذكر أن العرض المسرحي «روح» فاز بجوائز عدة في الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح المصري، منها جائزة أفضل ممثلة دور أول لفاطمة محمد علي، وجائزة نعيمة وصفي لأفضل ممثلة دور ثانٍ للبنى ونس، وجائزة إبراهيم يسري لأفضل ممثل صاعد حصل عليها أحمد الرافعي، وجائزة نور الشريف لأفضل ممثل دور أول مناصفة بين ياسر عزت عن «روح»، وعلاء قوقة عن عرض «هنا أنتيغون». كما فاز باسم قناوي مخرج العرض بجائزة صالح سعد لأفضل مخرج صاعد، و«جائزة حاتم شحاته» لأفضل دراماتورج لياسر أبو العينين، وأفضل موسيقى مسرحية مناصفة بين حاتم عزت عن العرض، ومحمود وحيد عن عرض «الغريب». وأيضًا فاز العرض ب«جائزة نبيل الألفي» لأفضل عرض في المهرجان القومي للمسرح للعام 2015.