كان بلال بن رباح أول من أذن لرسول الله عليه الصلاة والسلام بنهاية السنة الأولى للهجرة (622)، في بداية تشريع الأذان، ومنذ ذلك الحين أصبح صوت الأذان هو الصوت المؤنس للمسلمين في استشعارهم مواعيد الصلاة ومعرفة توقيتها بالتحديد. وبقي صوت أذان المسجد الحرام الصوت المميز لدى الأكثرية، إذ يرتبط ارتباطاً وثيقاً جمال السمع بجمال المنظر الذي يزينه الحرم المكي الشريف. وللحرم المكي تاريخ طويل في الأذان والمؤذنين، تعاقب عليه كثير من الأسماء التي ذهبت، لكن أصواتهم لم تغب من الذاكرة. وبقي الأذان في المسجد الحرام منذ قرنين في أيدي خمس أسر مكية، هي: شاكر، والبصنوي، وبدر، وجودة، والبصمجي. ومن الأسر التي تشرفت بتولي هذه الوظيفة في مكةالمكرمة، إضافة إلى هذه الأسر، الكردي، وآل الملا، وآل الغباشي، وآل خوج، وآل الرمل، وآل الريس. والأسرة الأخيرة كان يطلق عليهم مصطلح «الموقتين». وكما أفاد بعض الشخصيات المكية العريقة في هذا المجال، وفي مقدمهم الراحل الشيخ عبدالله بصنوي، أن «المؤذن (الموقت) كان هو الذي يبتدئ الأذان من منارة باب العمرة في المدة التي لم يكن يوحد فيها الأذان. وكان ينطلق من المنارات السبع الموجودة آنذاك في المسجد الحرام». وأصدر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس قراراً بتعيين ثلاثة مؤذنين في المسجد الحرام، هم: حسين حسن شحات، وهاشم محمد السقاف، وعماد علي بقري. كما تعاون عدد من المؤذنين ممن تتحققت فيهم الشروط المناسبة، بالمشاركة في رفع شعيرة الأذان في المسجد الحرام، وهم: صلاح إدريس فلاتة، ومحمد أحمد باسعد، وعبدالله فيصل خوقير، وسهيل عبدالملك حافظ، وسامي عبدالرحيم ريس. وتُعد الرئاسة لشعيرة الأذان لجاناً خاصة تُعنى بالاختيار الأمثل من بين من تتوافر فيهم الضوابط والشروط المعتبرة. ولطالما كان الأذان مسؤولية مهمة وجليلة ينبغي العناية بها والاهتمام باختيار من يصلح لها، ولذلك كانت هناك شروط ومميزات خاصة يجب أن تنطبق على من يصلح للأذان لا بد أن تتوافر فيه.