الرياض، تل أبيب، لندن، باريس – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أعربت طهران أمس عن «انزعاجها»، من زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات حيث تحدث عن «إحساسه» باستعدادهما لاستخدام نفوذهما من أجل إقناع روسيا والصين بفرض عقوبات علي إيران بسبب برنامجها النووي. ونقلت وكالة الأنباء السعودية مساء أمس عن مصدر مسؤول نفيه «التصريحات التي تناقلتها وكالات الأنباء لوزير الدفاع الأميركي، من أن لدى المملكة استعداداً لاستغلال نفوذها للضغط على الصين، من أجل دعم فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي». وأكد المصدر أن «هذا الموضوع غير صحيح، ولم يُبحث خلال زيارة الوزير المملكة». في غضون ذلك، حذر الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا من أن قادة العالم يخشون من إقدام إسرائيل على مهاجمة إيران، إذا لم تُسوَّ أزمة الملف النووي لطهران «سريعاً»، فيما اعتبرت بريطانيا أن الصين قد تواجه عزلة، إذا لم تؤيد جهود المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إيران. وقالت مصادر إيرانية ل «الحياة» ان طهران «منزعجة» من جولة غيتس، موضحة ان نجاد أراد تحذير الدول الخليجية من الاستجابة لرغبات المسؤولين الأميركيين التي تستهدف إيجاد «قاعدة لفرض عقوبات جديدة علي إيران». في السياق ذاته، رفض محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني استقبال القائم بالأعمال الإماراتي سلطان محمد المري الأربعاء الماضي، لتسلّم رسالة خطية من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. والرسالة التي تسلّمها مدير مكتب رحيمي تتناول «القضايا التي تهم البلدين» كما قالت المصادر. إلى ذلك، أفاد موقع «عصر إيران» الإلكتروني أن السفارات البريطانية في الدول العربية المطلة على الخليج «تتجسس على الإيرانيين المقيمين فيها». ونقل الموقع عن «مصادر» لم يحددها، ان «ممارسات التجسس ومراقبة الرعايا الإيرانيين المقيمين في تلك الدول، ازدادت خلال السنوات الثلاث الماضية، لا سيما في الإمارات والكويت»، مشيراً إلى أنها تركز على التطورات الاجتماعية في إيران والمواقع العسكرية والمنشآت النووية فيها». وأضاف الموقع ان «سفارات بريطانيا وأميركا وبعض الدول العربية في الخليج، كانت خلال السنوات الماضية تجمع معلومات عن مواطنين عرب في هذه الدول، تربطهم اتصالات عمل مع إيرانيين أو يزورون إيران». وفي سياق السعي العربي الى تشديد العقوبات على طهران، قال السفير البريطاني في بكين سيباستيان وود إن «الصين أكدت الحاجة الى الحوار والديبلوماسية، وتريد ان تشهد تسوية عاجلة» لأزمة الملف النووي الإيراني. وأشار الى «اختلافات تكتيكية في الأسابيع الأخيرة، لكن ثمة نقاشاً لم تتبلور ملامحه». وأكد ان «لدى الصين الكثير لتخسره مع انتشار أسلحة نووية في منطقة غير مستقرة (...) وليس من مصلحتها ان تجد نفسها معزولة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أو الدول الست» المعنية بالملف، لأن ذلك «سيضرّ بها على الصعيد الدولي». وتوقّع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان يفرض المجلس «قريباً جداً» عقوبات على إيران، على رغم مقاومة الصين. وذكّر خلال استقباله في باريس أمس، المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، بأن «فرنسا تدعم المعركة الشجاعة» التي تخوضها عبادي «لمصلحة المجتمع المدني الإيراني». وأشار الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الى أن الوزير «أطلع عبادي على ما يساوره من قلق حيال وضع حقوق الإنسان في إيران، خصوصاً إزاء وضع حرية التعبير». وقال الرئيس البرازيلي لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية انه تحدث في شأن إيران مع «قادة كثر، خصوصاً الذين تحظى دولهم بمقعد دائم في مجلس الأمن». وأضاف لولا الذي يزور إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية والأردن الأسبوع المقبل، وإيران في أيار (مايو): «القادة الذين تحدثت إليهم، يعتقدون وجوب التحرك سريعاً، وإلا ستهاجم إسرائيل إيران. لا أريد ان تهاجم إسرائيل إيران، ولا أن تهاجم إيران إسرائيل. في عالم منظّم، على الناس أن تتعلّم التحدث الى بعضها بعضاً». وشدد على ضرورة «عدم السماح بأن يتكرر في إيران ما حصل في العراق»، وزاد: «قبل فرض أي نوع من العقوبات، يجب بذل كل جهد ممكن لإعادة بناء السلام في الشرق الأوسط». وشدد على إبلاغه نجاد أنه «لا يمكنه التحدث عن رغبته في إزالة إسرائيل، كما يتعذر عليه نفي حصول المحرقة التي تُعتبر مأساة لكل البشرية».