برهن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، أمس، على قوة الاقتصاد السعودي ومتانته، وعدم تأثره بتداعيات الأزمة المالية العالمية، بتدشينه مشاريع اقتصادية فاقت كلفتها 54 بليون ريال في مدينة الجبيل الصناعية، تمثل بحسب رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، «جزءاً من حزمة مشاريع يصل حجم الاستثمار فيها إلى 174 بليون ريال». ودشن خادم الحرمين الشريفين، المشاريع الصناعية خلال حفلة أقامتها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، على دفعتين، إذ دشن في المرة الأولى محطة إنتاج المياه والكهرباء المزدوجة، وهي أكبر مشروع مزدوج في العالم لإنتاج المياه والكهرباء، ويبلغ إنتاجه من الطاقة الكهربائية نحو 2750 ميغاواط من الكهرباء، و800 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً. ويصل حجم الاستثمار فيه إلى نحو 13 بليون ريال. كما شمل التدشين مشاريع الهيئة الملكية، المتضمنة مشاريع للمنطقتين الصناعية والسكنية، وتوسعة ميناء الملك فهد الصناعي، ومشاريع الإسكان والمباني العامة بحجم استثمار ناهز خمسة بلايين ريال. وشملت المرحلة الثانية من التدشين مشاريع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية» (سابك)، والمتمثلة في افتتاح توسعة «الشركة الشرقية للبتروكيماويات» (شرق)، وافتتاح توسعة «الشركة السعودية الأوروبية للبتروكيماويات» (ابن زهر)، ويصل حجم الاستثمار فيهما إلى نحو 23 بليون ريال، إضافة إلى مشاريع القطاع الخاص التي شملت افتتاح توسعة «الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات» (سبكيم)، وافتتاح شركة «الواحة للبتروكيماويات»، وشركة «الجبيل لخدمات الطاقة» (جسكو). ويصل حجم الاستثمار في المشاريع الثلاثة إلى نحو 14 بليون ريال. بدوره، أكد رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن ثنيان، جاهزية مشروع «ينساب»، الذي يُعد من أكبر المجمعات الصناعية على مستوى العالم، مؤكداً أن «جميع المشاريع تشغل وتدار من جانب كوادر وطنية، تم تدريبها وتأهيلها للنهوض بهذه المشاريع»، وهو الأمر الذي وافقه فيه الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» المهندس محمد الماضي. وأضاف خلال كلمة ألقاها «نحن ماضون في تأهيل مواردنا البشرية أفضل تأهيل، وننفق الكثير على البحوث العلمية التي تعزز قدرتنا التنافسية، ونتعاون مع جميع الجامعات السعودية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية»، مشيراً إلى أن «مراكز أبحاثنا المنتشرة حول العالم أثمرت آلاف براءات الاختراع، ومئات المنتجات الجديدة المبتكرة، التي من أهمها تطوير بلاستيك جديد بديلاً للزجاج في صناعات السيارات، وآخر يجعل السيارات أخف وزناً وأكثر قدرة، إضافة إلى أننا الآن بصدد تشييد مركز سابك للتطوير والمعرفة، الذي يستهدف تأهيل قيادات «سابك» المستقبلية على جميع المستويات، وفي كل الحقول المعرفية بالتعاون مع أعرق الجامعات المحلية والعالمية». ولفت الماضي، إلى حرص الشركة على دورها في «المسؤولية الاجتماعية»، من خلال «إنشاء المعهد العالي للصناعات البلاستيكية في الرياض، ومركز «سابك» لتطوير التطبيقات البلاستيكية، الذي يقام في حرم جامعة الملك سعود، ودعم جمعية الأطفال المعوقين، وجمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي، ومختلف الجمعيات الخيرية» فيما أبان الرئيس التنفيذي لشركة «مرافق» المهندس ثامر الشرهان، أن «مشروع مرافق سيغطي مدن المنطقة الشرقية بالمياه المحلاة، كما يغطي الجبيل كهربائياً»، مشيراً إلى أن المشروع «أنجز خلال فترة قصيرة لم تصل إلى عامين، بكلفة فاقت 16 بليون ريال، من طريق تمويل تقليدي وإسلامي، كأكبر تمويل من نوعه، الأمر الذي هيأ المشروع للحصول على جائزة المشاريع في الشرق الأوسط ومنطقة حوض المتوسط»، لافتاً إلى أن المشروع «سيوفر المئات من الفرص الوظيفية ويمنح الكفاءات السعودية الفرصة الكاملة لشغل هذه الوظائف وقيادة دفة هذه الشركة». وأشار رئيس شركة «كيان السعودية للبتروكيماويات» المهندس عبدالله الربيعة، إلى أن المشروع «شارف على الانتهاء، إذ بلغت نسبة الإنجاز 75 في المئة».