حذّر رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أسرة كرة القدم الدولية من سيطرة السياسة على كيانات اللعبة. وأكد بأن هناك مخططاً سياسياً يهدف لهدم ال«فيفا» انتقاماً من فوز قطر باستضافة «مونديال 2022»، مشيراً إلى أن رياضة قطر تتعرض لهجمة منذ 2010. وأوضح آل خليفة بأن السويسري جوزيف بلاتر كشف مخططاً سياسياً يحيط بالاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل إسقاطه. وطالب في السياق ذاته بعدم تدخل السياسة في شؤون رياضة كرة القدم، ومشدداً على أهمية دعم رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم في ترشحه لرئاسة ال«فيفا»، جاء ذلك في حواره الآتي ل«الحياة»، فإلى نصه: بداية، الدوري القطري أضحى وجهة للمحترفين، وبدأ موسمه بإثارة جديدة، إلى أين ستذهبون به؟ - ما حدث هو عودة الريان إلى الدرجة الأولى مع وجود رئيس لم يكتف بمتابعة شؤون ناديه بطريقة روتينية، بل إنه أظهر اهتماماً كبيراً بتحفيز الجماهير ومتابعتهم وحتى لقائهم، وقد تضافرت هذه الجهود مع تطلعات أندية طليعية أخرى مثل العربي للتقدم إلى الأمام لحجز مكان دائم بين الكبار، فكانت الإثارة التي زادها حلاوة الحضور الجماهيري الذي نتوقع أن يزداد تباعاً مع احتدام المنافسة على مدار الموسم الذي بالفعل مازال في بدايته، وهنا لا بد من ذكر الدور المهم لمؤسسة دوري نجوم قطر في تقديم مباريات الدوري بطريقة احترافية تضعه في طليعة البطولات الآسيوية، وهو ما تؤكده دائماً الأرقام التي تصدر عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهذا هو هدفنا. هل تعتقد أن زيادة معدل التنافس بين الأندية القطرية يؤثر إيجاباً في صعيد المنتخب؟ - بالتأكيد، التأثير سيكون في صعيد المنتخبات القطرية كافة، ففي الوقت ذاته الذي يسعى المنتخب الأول لاستكمال مشوار التصفيات الآسيوية المشتركة بنجاح وصولاً إلى التأهل لمونديال 2018 ولكأس آسيا 2019، يسعى المنتخب الأولمبي للتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو من خلال نهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة التي ستقام في الدوحة مطلع 2016 المقبل، وبما أن معظم لاعبي المنتخبين يلعبون في الأندية، فإن ارتفاع مستوى البطولات المحلية سيؤثر إيجاباً في المنتخبين، والعكس صحيح. بتحقيق المنتخب القطري الأول العلامة الكاملة في تصفيات المرحلة الحالية، أصبح قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، كيف تصفون ذلك؟ - مع إنني أؤكد أن المنتخب القطري بمقدوره مواصلة المسير بخطى ثابتة في التصفيات، لكنني أؤكد أيضاً بأنه مازال في بداية الطريق، وأن المباريات المقبلة هي أصعب من المباريات الماضية التي فاز بأكملها، فالمهمة الحالية هي التأهل إلى المرحلة النهائية لتصفيات كأس العالم 2018 والتي ستؤهل المنتخب أوتوماتيكياً إلى نهائيات كأس آسيا 2019. هل تعتبر أن فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 من أهم حوافز التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018؟ - من الطبيعي أن يشكل نجاح قطر في كسب ثقة أسرة كرة القدم الدولية باستضافة كأس العالم 2022 الحافز، ليس فقط للمنتخب القطري للتأهل إلى نسخة روسيا 2018، بل يعطي دفعة إضافية لقطر كدولة ولسائر دول المنطقة لتقديم ما تختزن من إرث وتاريخ وطموحات وأحلام إلى العالم أجمع، لذلك أعتقد أن تاريخ منطقة الخليج العربي سيصنف مستقبلاً وفقاً لمعيار ما قبل مونديال قطر وما بعده. «مونديال قطر 2022»، تلاحقه هجمات منذ اليوم الأول لإعلانه وما زال يتعرض لها حتى الآن، لماذا كل هذا برأيك؟ - اعتقد جازماً أن رئيس الاتحاد الدولي الموقوف، جوزيف بلاتر وضع النقاط على الحروف وكشف المستور، عندما كشف عن الاتفاق المسبق بتوزيع مونديالي 2018 و2022 بين كل من روسيا وأميركا، إذ أزال الضبابية التي كانت أمام أعيننا جميعاً، عندما كنا نتساءل باستغراب عن سر الهجمات الحادة والمتلاحقة علينا. وهنا أدعوا السياسيين من دول العالم كافة خصوصاً المؤثرة منها أن يفصلوا السياسة عن الرياضة، وألا يكون همهم تحقيق الأهداف التجارية على حساب مصير لعبة كرة القدم ملهمة الجماهير في العالم أجمع، وإذا كان لا بد من تدخلهم فليكن من أجل استقرار المنظومة الكروية وليس سعياً لهدمها، وأدعوهم أن يدركوا أهمية بطولة الشرق الأوسط والعرب 2022 للمنطقة برمتها وقدرتها على المساهمة في زرع الاستقرار والهدوء الضروريين في ظل الأوضاع السيئة الراهنة، وألا يساهموا أكثر في زرع الكراهية بين الشرق والغرب، وباختصار، رسالتي إلى كل من يريد الانتقام من نجاح قطر الذي لم يأت إلا بالعمل الدؤوب والجهد الصادق: اتركوا الرياضة للرياضيين..! مع أفول نجم الرئيس الموقوف بلاتر ومع دخول أكثر من مرشح حلبة المنافسة لخلافته، نجد اسم الشيخ سلمان بن إبراهيم يسجل حضوراً قوياً، ومع ذلك يتعرض من جهات دولية إلى هجمات حادة بحجة انتهاك حقوق الإنسان، ما تعليقك على ذلك؟ - أولاً، أثمن ترشح الشيخ سلمان بن إبراهيم لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأؤكد أن ترشحه لم يأت من فراغ، بل كان بعد مسيرته الناجحة على طريق توحيد القارة الآسيوية، ونحن في هذا الجانب ندعمه ونشد على يديه للقيام بالواجبات الملقاة على عاتقه خدمة للمنظومة الكروية الدولية، أما على صعيد الافتراءات التي يتعرض لها.فإنني أؤكد أن من يعرف الشيخ سلمان على حقيقته يدرك أنه من المستحيل أن يكون بالصورة التي يحاولون إلصاقها به، والتي يريدون من خلالها تحقيق مآرب سياسية وشخصية مكشوفة. في الختام، ماذا تقول لأسرة كرة القدم الدولية؟ - اتحدوا قبل أن تجدوا كياناتكم الكروية في مدافن السياسة.