طهران، أبو ظبي، جنيف – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» – اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، أن تصنيف المسلمين بين شيعة وسنة، «خيانة» للإسلام، فيما حذر نائب ايراني من أن فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي، سيزيد سعر النفط بنسبة مئة في المئة. وشدد نجاد على «ضرورة الحفاظ على أخوّة المسلمين من سنة أو شيعة»، مشيراً الى «محاولات الاستكبار العالمي والقوى المتغطرسة في العالم، لزرع بذور الفرقة والنزاع بين جميع المسلمين». وقال خلال لقائه «نخباً» في مدينة بندر عباس عاصمة إقليم هرمزكان جنوبإيران: «ليس هناك أي خلاف بين السنة والشيعة، ولذلك بدأ النزاع في العراق بعد احتلاله». وأضاف أن «الأعداء لا يريدون رؤية هؤلاء وهم متحابين في ما بينهم، ولذلك فإن تصنيف المواطنين بين شيعة وسنة، خيانة للدين الإسلامي، وكل من يعمل على إثارة الخلافات المذهبية يخون الإسلام»، داعياً الى «توحيد صفوف المسلمين لمواجهة العدو المشترك». ورأى نجاد في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) على الولاياتالمتحدة «ذريعة أميركية كبيرة تحت عنوان مكافحة الإرهاب، استُخدمت لاجتياح أفغانستان وزعزعة أمنه»، معتبراً أن «الظلم الذي اقترفته أميركا في العالم، لا نظير له في تاريخ البشر». وشدد على أن «الخليج الفارسي سيبقى دوماً خليجاً فارسياً الى الأبد، ولهذه التسمية أبعاد تاريخية»، مضيفاً أن «اسم الخليج الفارسي لا يُدحض وغير قابل للتفاوض». واعتبر أن من «يدعون» أن الخليج عربي، «يقولون انهم يخضعون لضغوط للقيام بذلك». في الوقت ذاته، اعتبر النائب الإيراني غلام رضا مصباحي مقدم أن سعي الولاياتالمتحدة الى فرض عقوبات قاسية على إيران، «يأتي في إطار دفع طهران الى الاستسلام أمام المطالب الأميركية». وعزا معارضة الصين وروسيا لفرض عقوبات على إيران، الى «علاقاتهما السياسية والتجارية والاقتصادية» معها، لافتاً الى أن «نوع العقوبات قد يرفع أسعار النفط بنسبة مئة في المئة في الأسواق العالمية». وفي جنيف، توقع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن يفرض مجلس الأمن «قريباً جداً» عقوبات على إيران، على رغم مقاومة الصين. وقال إن مجلس الأمن يعمل على إعداد مشروع عقوبات اقتصادية لفرض قيود على المصارف الإيرانية في الخارج والتأمين على الشحن البحري من إيران وإليها، مضيفاً: «لكن يجب ألا يكون هناك فيتو من أي عضو دائم في مجلس الأمن. يجب تحقيق الغالبية، ونحن نعمل على ذلك». وأضاف: «أعتقد أننا سنتوصل الى ذلك قريباً جداً. نعمل على إعداده الآن، مع الإنكليز والأميركيين والروس». وأشار الى أن العقوبات لن تستهدف فقط البرنامج النووي الإيراني، بل ستدعم أيضاً «أنصار حرية التعبير ودعاة انتخابات حرة الذين يتعرضون لقمع النظام في طهران». جاء ذلك بعد قول وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن لديه «إحساساً» باستعداد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لمساعدة الولاياتالمتحدة في التغلب على شكوك الصين وروسيا في شأن العقوبات على إيران. وقال بعد لقائه ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يشغل أيضاً منصب نائب قائد القوات المسلحة في الإمارات: «لدي إحساس بأن ثمة استعداداً للقيام بذلك. لكن الحاجة الى ذلك أقل في ما يتعلق بروسيا، لأنني اعتقد أن روسيا مقتنعة بالفعل (بالعقوبات) الى حد بعيد. الأمر يتعلق بالصين أساساً». وأضاف: «أعتقد أن الجميع في المنطقة، قلقون في شأن إيران». وزاد أن المخاوف تكمن في «تزايد تدخل إيران ونشاطاتها السرية في المنطقة، إضافة إلى برامجها الصاروخية والنووية». على صعيد الوضع الداخلي، اعتبرت زهرة رهنورد زوجة زعيم المعارضة مير حسين موسوي حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد «غير شرعية». ونقل موقع «كلمة» الإلكتروني التابع لموسوي عن رهنورد قولها: «قلت مراراً إن هذه الحكومة غير شرعية، لكن لأن الحكومة تزعم أنها شرعية، عليها القيام بواجباتها». وأضافت أن المعارضة ستكون حاضرة في 17 من الشهر الجاري، عندما ينظم الإيرانيون احتفالات قبل أيام من بداية السنة الإيرانيةالجديدة في 21 من الشهر الجاري. وزادت: «سنكون حاضرين في ذلك اليوم، لكن لن نقدم على أي عمل متطرف أو عنيف». ودعت السلطات إلى إطلاق جميع المعتقلين الإصلاحيين واحترام «حرية التعبير والاعتقاد»، موضحة أن «الحرية والديموقراطية وحقوق المرأة، هي ما نسعى إليه». ونقل الموقع عن موسوي قوله إن المعارضة «ستقاوم حتى نصل إلى أهدافنا».