مقديشو، نيويورك - أ ف ب، رويترز - أفاد شهود أن مئات من سكان مقديشو نزحوا أمس الجمعة من العاصمة الصومالية في اليوم الثالث من المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين الإسلاميين التي أوقعت ما لا يقل عن 54 قتيلاً. ووقع صباح أمس تبادل للقصف المدفعي بين الإسلاميين المتمردين من «حركة الشباب المجاهدين» وقوة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم) التي تدعم الجنود الموالين للحكومة في أحد أحياء جنوب مقديشو. وقال مسؤول في مستشفى داينايل لوكالة «فرانس برس»: «تلقينا 19 جريحاً مدنياً من جراء القصف هذا الصباح بينهم ثلاثة في حال الخطر وطفل». وقال المواطن محمد معلم كولو إن «مئات العائلات تركت المدينة اليوم (أمس) في اليوم الثالث من الاشتباكات». وأضاف وهو يغادر على متن شاحنة صغيرة مع خمسة من أطفاله: «لقد رأيت العديد من المنازل التي دُمّرت بالكامل من جراء القصف في الحيّ الذي أقيم فيه ولم يبق فيه أحد من سكانه». وكانت «حركة الشباب» التي تسيطر على القسم الأكبر من مقديشو شنّت هجوماً الأربعاء على شمال المدينة، ما أدى إلى معارك أوقعت 23 قتيلاً مدنياً. وردت مدرعات «أميصوم» الهجوم الخميس وتمكنت من طرد مقاتلي «الشباب» من بعض مواقعهم قبل أن يعودوا إليها على ما يبدو في وقت لاحق في النهار، بحسب ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس». وقُتل أكثر من 20 مدنياً الخميس، بحسب رئيس قسم الاسعاف في المدينة. وذكرت وكالة «رويترز» أن متمردي «الشباب» هاجموا صباح أمس مواقع تابعة للحكومة قرب قصر الرئاسة في العاصمة. ونشب القتال خصوصاً في حي واردهايلي في الساعات الأولى من الصباح. وقال الصومالي عبدي عبدالله ل «رويترز»: «وصل مقاتلو الشباب صباح اليوم (أمس) إلى مفترق طرق آدم أدي بالقرب من القصر وأطلقوا قذائف مورتر على القصر مما استدعى قصفاً أقوى». وأضاف: «ما زال الجانبان يتبادلان اطلاق القذائف. رأيت قتيلاً وأربعة مصابين». وفي نيويورك، أفاد تقرير للأمم المتحدة أن رجل أعمال صومالياً له صلات بمتشددين إسلاميين ربما تلقى فدية دُفعت من أجل الإفراج عن عمال إغاثة فرنسيين مخطوفين عمل بنظام التعاقد مع برنامج الغذاء العالمي وصندوق الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف». ووصف التقرير السري الذي أصدرته جماعة المراقبة في الصومال التابعة للأمم المتحدة واطلعت عليه «رويترز» يوم الخميس الرجل الذي قالت إن اسمه عبدالله علي لؤي وصلاته بمتشددي «حركة الشباب» بأنها دراسة حالة في ما يتعلق بالكيفية التي سمحت بها وكالات تابعة للأمم المتحدة من دون قصد لمساعدات مقررة للفقراء الصوماليين بإثراء متمردين ومجرمين. وكان مسلحون خطفوا ثلاثة فرنسيين يعملون مع منظمة العمل ضد الجوع - وهي منظمة انسانية - في تموز (يوليو) عام 2009 واحتجزوهم لشهور عدة. وقال التقرير إن فدية مقدارها 1.36 مليون دولار دُفعت في تشرين الأول (أكتوبر) في حساب يخص لؤي في شركة تحويل أموال في بيداوة (جنوب غربي الصومال).