من غير السهل اختيار الموظف، فكلما كبرت المهمات تزداد الصعوبة، في المقابل، ليس من الصعب معرفة المنجز من متلون لا تطابق أفعاله أقواله، أو اكتشاف المتمكن من غيره، الخلاصة انه يمكن تفهم عدم التوفيق في الاختيار أو الانخداع وصولاً إلى قولهم «تورطنا فيه»، إنما لا يمكن تبرير بطء العلاج. الناس معادن، فالقوة والأمانة صفتان لا يتلازمان بالضرورة، الغرض هنا تركيز على فئة انتعش مؤشرها من الموهوبين بتلميع الذات وحشد «حقول» الطاقات لإظهار صورة مميزة تخلب لب المستهدفين. يهتم أمثال هؤلاء بالشكل منتقين لحظات مفصلية ليلقوا عبارات أو أفكاراً جذابة، عملهم الفعلي متمحور في هذا الجانب، والبعض الآخر يطرّز تلك المواهب بالاجتهاد في تقديم الخدمات لكل درجة سلم ضمانة لسرعة الوصول... ثم البقاء، وإذا التفت إلى أرض الواقع لا تجد لهم عملاً حقيقياً ينفع الناس بحجم ما يقال ويضخم، بل ربما لا تجد سوى أعمال انتفع منها هو لا غير، والإعلام له دور، إذ يساهم في تجميل القبيح بقصد أو من دونه، إذ يمكن توظيفه بدراهم «مع... دودة». في الأعمال والعلاقات الوظيفية لا بد أن بعضاً منّا مرّ بمواقف مدهشة مثل أن تكون لديه صورة سلبية فاقعة عن كفاءة شخص في العمل، رئيساً أو مرؤوساً، في حين يرى آخرون ينظرون الى الشخص ذاته بصورة مغايرة، ولو دقق النظر لعلم أنهم استقوا معلومات انطباعية عن صاحب اللمعة من آخرين لم يجربوه بقدر ما أرخوا آذانهم لحملاته الدعائية. وفي مجتمع مجامل يجد أصحاب اللمعة مساحة أرحب، مع قدرات تمثيل، يستطيع الواحد منهم تلبّس أيَّ دور من النقيض إلى النقيض، ولو كان لدينا مسرح حقيقي لربما وجدناهم على خشبته، لكن النجومية في المجتمع والأعمال والمناصب أفضل، إنها تحقق كل الغايات بضربة واحدة. نأتي إلى قضية مهمة، كيف تختار أو ترشّح أحداً لوظيفة، لا شك أن ترشيحك أحداً لوظيفة يعبّر عنك بصورة أو بأخرى، لا بد أنك رأيت فيه خصالاً تحبّها، ربما ترى بعضها إيجابياً، وغيرك يرى عكس ذلك، لكنها أعجبتك ودفعتك للتوصية أو اتخاذ قرار، قد تكون ميزة نسبية عامة - أي للعمل - أو خاصة لك، مثلاً استلطاف، أو زمالة في المرحلة الثانوية، وربما من «شلة» البعثة في أميركا، الأكيد أن هناك ما ميزه عن غيره، «فتش...»؟ ربما رأسه المطأطئ دائماً يثير الإعجاب، أو ذرابة لسانه و «ذباته»، أي واحد منا يمكن أن يقع في هذا، ونختلف فقط في سرعة سحب البساط أو كشف الغطاء. www.asuwayed.com