أفادت دراسة حديثة نشرتها مجلة «تايم» بأن الأسود التي تعتبر رمزاً لجمال الطبيعة البرية في غرب أفريقيا، اختفت بنسبة 99 في المئة من المناطق التي كانت تنتشر فيها، خصوصاً في بلدان مثل مالي وساحل العاج وغانا وشرق الكونغو. وذكرت الدراسة أنه ولمدة ثلاث سنوات من البحث، لم يتم العثور على أي أسد، لكن عُثر على حوالى 25 إلى 30 أسداً في عام 2009 في نيجيريا، تُركوا بالقرب من حديقة متنزه وطني في منطقة كاينجي غربي وسط البلاد، بالإضافة إلى العثور على خمسة أسود أخرى بالقرب من متنزة يانكاري شرقي وسط البلاد. وذكرت تقارير قبل ثلاث سنوات أن هناك ست مناطق محمية للأسود في نيجيريا، لكن الباحثين والقائمين على الدراسة قالوا إن أربعة من تلك المناطق اختفت. وأفادت دراسة نشرت العام الماضي وشملت 21 محمية في غرب أفريقيا، بأن تسعة أسود شوهدت فقط في تلك المحميات وبأن 99 في المئة من الأسود لم يعد موجوداً في المناطق التي كانت تاريخيا تُعتبر موطنا لها. وكشفت الدراسات الجديدة التي نُشرت الإثنين الماضي انخفاضاً كبيراً في عدد الأسود منذ عام 1990 في كل مناطق غرب ووسط أفريقيا، فيما تواجه المنطقتان خطر خسارة الأسود المتبقية فيهما في العقدين المقبلين. أما مناطق شرق أفريقيا، فلديها فرصة بنسبة 37 في المئة للحفاظ على عدد الأسود فيها، لعقدين مقبلين، وفق دراسة نشرتها «يو اس ناشونال أكاديمي أوف ساينس». وترتفع أعداد الأسود في أربع مناطق جنوب أفريقيا، وهي بوتسوانا وناميبيا وجنوب أفريقيا وزيمبابوي، حيث تقبع الأسود في مناطق مسيّجة ومحمية. وقال فيليب هنتشل أحد القائمين على الدراسة، إن الأسود تنقلت حول العالم عبر التاريخ، ما بين أفريقيا وأوروبا وآسيا وحتى أميركا الشمالية، قبل 11 ألف سنة. واليوم تعيش الأسود في الهند وأفريقيا فقط، إذ يعيش في الهند حوالى 500 أسد، بينما يعيش حوالى 20 ألف أسد في أفريقيا، وفق إحصاءات "الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة". ويعيش في غرب أفريقيا 400 أسد فقط، لكنها مهددة بالانقراض في خضم التنافس بين ملك الغابة والبشر على الأرض والطعام. ويتسارع تراجع عدد الأسود مع ارتفاع أعداد المزارعين والصيادين والتعديات على الطبيعة. وانخفضت عمليات قتل الأسود في أفريقيا منذ منع الاتحاد الأوروبي استيراد جلود الأسود وغيرها، خلال العام الماضي، لكن بوركينا فاسو وبنين فقط تسمحان باصطياد الأسود. وقال هنتشل إن الاتحاد الأوروبي كان قبل ذلك أكبر مستورد للأسود التي تقتل في أفريقيا، مضيفاً أن الولاياتالمتحدة تدرس إدراج جلود الأسود القادمة من غرب أفريقيا والمهددة بالانقراض ضمن قانون يمنع استيرادها.