قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن اجتماع فيينا الأخير توصل إلى «أهمية سلامة ووحدة الأراضي السورية وقيام ديموقراطية تحمي الأقليات وتحترم مخرجات اجتماع جنيف واحد، مع ضرورة توفير المساعدات الإنسانية للشعب السوري». وأضاف في كلمة ضمن الجلسة الثانية من جلسات «حوار المنامة» بعنوان: «الشرق الأوسط بعد المفاوضات النووية» أمس، أن نقاط الخلاف في الاجتماع تتعلق بتوقيت رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وشدد على «انسحاب القوات الأجنبية منها خصوصاً الإيرانية من سورية». وأكد الجبير أهمية انتقال الحكم في سورية من طريق مجلس وطني لا يكون للأسد دور فيه، موضحاً «أنه كلما كان رحيل الأسد قريباً أصبح الحل السياسي أقرب» لإنهاء حال الحرب التي راح ضحيتها ما يقارب 300 ألف وتشريد ملايين اللاجئين من الشعب السوري. وأشار إلى وجود مقترحات بأن تستمر فترة العمل من أجل إنشاء مجلس وطني لصياغة دستور سوري بالتعاون مع الأسرة الدولية، وإجراءات للتمكن من إعادة هيكلة الدولة وعودة اللاجئين، مضيفاً أن مدتها تراوح بين 18 و24 شهراً. وقال إن محادثات فيينا المقرر استئنافها خلال أسبوعين ستظهر مدى جدية الأسد وداعميه إيرانوروسيا في البحث عن حل سلمي للأزمة. وأوضح «النقطتان اللتان كان عليهما خلاف هما موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد، والنقطة الثانية موعد ووسيلة انسحاب القوات الأجنبية بالذات القوات الإيرانية». ودعا روسياوإيران إلى الاتفاق على موعد وسبل مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد من البلاد والاتفاق على سحب كل القوات الأجنبية من سورية. وشاركت السعودية وإيران معاً ولأول مرة في محادثات استضافتها فيينا أول من أمس الجمعة لإيجاد حل سلمي للحرب السورية. وعن الشأن العراقي أكد الجبير ضرورة احترام الأقليات والتعايش في ما بينها، مضيفاً أن السعودية تدعم التوجه لمحاربة ما يسمى تنظيم الدولة (داعش)، لكن مع الإصلاح الداخلي لأن «داعش لن يتم القضاء عليها من دون الإصلاحات بالعراق». .. ولدينا تفاؤل بإنهاء الصراع في اليمن وفي ما يتعلق بالوضع في اليمن، أشار إلى وجود تفاؤل بقبول الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لقرار مجلس الأمن، مضيفاً أن القوى الشرعية استعادت الكثير من الأراضي في البلاد «ونحن على ثقة بأن النزاع في مراحله النهائية والسعودية تسعى إلى يمن مستقر». ولفت الجبير إلى أن بلاده تأمل بأن تستغل إيران العائد المادي الذي سيتدفق نتيجة رفع العقوبات عنها بعد اتفاقها النووي مع القوى العالمية في التنمية الاقتصادية لا في السياسات العدائية. وأضاف أنه يعتقد أن الصراع في اليمن - حيث تقاتل قوات تقودها السعودية جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران - يدخل مرحلة أخيرة، مشيراً إلى التقدم العسكري الذي حققه التحالف بقيادة السعودية. وفي الشأن الاقتصادي للمملكة قال: «بإمكان السعودية مواجهة عجز الموازنة هذا العام على رغم هبوط أسعار النفط، وأن وتيرة النمو الاقتصادي والمتانة المالية للبلاد ستظل قوية».