حذر مدير مكتب الآثار والمتحف الإقليمي في المنطقة الشرقية عبد الحميد الحشاش، من أعمال «تخريب وحفر» في المواقع الأثرية والتاريخية، للبحث عن «كنوز مزعومة» أو الحصول على قطع أثرية «ثمينة»، أو «تشويه الكتابات الحجرية والرسوم الصخرية، باستخدام الأصباغ لرشها، أو الدهان عليها لطمسها». وصنف هذه الأعمال ضمن «المشينة». وقال: «إنها تفقد الوطن الكثير من إرثه الثقافي والتاريخي، ومن ثم هويته»، مؤكداً على «التعاون والتكاتف للمحافظة عليه». واستشهد الحشاش، بدعوة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، «لتكثيف جهود التوعية للمواطنين، للتعريف في الآثار، وإبرازها من طريق النشر والتأليف من قبل المسؤولين والكتاب والإعلاميين، والتوسع في إنشاء المتاحف العامة والخاصة، وإقامة المعارض، لإبراز الآثار والمحافظة عليها، والتأكيد على محاسبة كل من يعبث في الآثار، ويتعدى عليها، من خلال الأنظمة والقوانين المعمول فيها»، موضحاً أن المواقع الأثرية في الشرقية «تعرضت إلى التعدي بنسبة أقل، قياساً في بقية المناطق، خصوصاً الأماكن البعيدة عن المدن». ونوه إلى ما تضمه السعودية من آثار ومعالم تاريخية وتراثية منتشرة في جميع المناطق، نتيجة «لموقعها الإستراتيجي الحساس بين الحضارات المجاورة، وعلى أطرافها، مثل حضارات بلاد الرافدين، والفارسية، وبلاد الشام، والمصرية، وجنوب الجزيرة العربية، ما ساعد على تنوع هذه الآثار في المملكة، من مدن، وقبور، وقصور، وحصون مطمورة تحت تلال أثرية، ومعالم تاريخية بارزة أيضاً على سطحها، مثل المساجد والبرك والسدود والعيون وقنوات الري القديمة، وبعض القلاع والحصون التاريخية، علاوة على آلاف النقوش الصخرية والكتابات الحجرية. وقد غطت هذه الآثار مختلف العصور والأزمنة القديمة»، مؤكداً على «المحافظة على هذا الإرث التاريخي والثقافي، الذي وصل إلينا من فترات وعصور ماضية». بدورها، اقترحت الاختصاصية الاجتماعية سلمى العالي، «إقامة حملات توعوية من خلال وسائل الإعلام، وورش عمل للمجتمع المحلي، لتعريفهم بأهمية الآثار وقيمتها، وتنظيم حملات داخل المجمعات التجارية، وعمل مرسم للأطفال، يرسمون فيه المواقع الأثرية، وتثقيفهم، وغرس حب الآثار في نفوسهم، ومعرفة أهمية المحافظة عليها، وتنظيم رحلات إلى المواقع الأثرية لطلاب المدارس، وإطلاعهم على الآثار على الطبيعة». واعتبرت العالي ظاهرة تشويه الآثار التي يقوم بغالبيتها المراهقون تأتي من أجل «لفت الأنظار، وغالبيتهم العظمى لا يقدرون أهميتها، ما يدعوهم إلى تشويهها وكتابة اسمه وأسماء أصدقائه عليها. أما الكبار الذين يقومون بتخريب وتشويه الآثار، فغالباً لا يدركون أهميتها، وبعضهم ينتهج السلوك العدواني، وحب الانتقام، وذلك نتيجة ضغوط نفسية يتعرض لها، ويقوم بتفريغها من خلال العبث في تلك المواقع الأثرية، وتخريبها». وكان رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، أكد في وقت سابق، على وجود توجه لدى وزارة الداخلية، لإنشاء إدارة مُخصصة للأمن السياحي. ووصف التعاون القائم بين الهيئة والداخلية، للمحافظة على المواقع الأثرية، ب «النموذجي».