وجه زعماء الكنيسة الكاثوليكية في شتى أرجاء العالم نداءاً مشتركاً نادراً أمس (الاثنين) إلى مؤتمر الأممالمتحدة المرتقب لتغير المناخ، طالبوه فيه بالتوصل إلى اتفاق قابل للتطبيق، للقضاء على ظاهرة الاحتباس الحراري. وكان زعماء الكنيسة الكاثوليكية من الكرادلة والبطاركة والأساقفة وقعوا نداء في الفاتيكان، يقول إن «مؤتمر تغير المناخ يتعين أن يعالج مشكلة العدالة الإجتماعية، وأن يتسم أي اتفاق يتوصل اليها بالنزاهة، وتكفل عدم اهدار حقوق الفقراء والمهمشين». وتركزت الوثيقة التي تقع في عشر نقاط، إلى الخطاب البابوي التاريخي الذي ألقاه البابا فرنسيس في حزيران (يونيو) الماضي، وطالب فيه باتخاذ اجراء عاجل لإنقاذ كوكب الأرض من الدمار البيئي. وكانت الوثيقة وضعت من جديد الكنيسة الكاثوليكية في صدارة المشهد الذي يبحث في أسباب تغير المناخ، وهو دور نشط واجه انتقادات من جانب بعض المحافظين في الكنيسة الكاثوليكية التي يصل عدد اتباعها الى 1.2 بليون نسمة. وتقول الوثيقة إن «الأدلة العلمية الموثوق فيها تشير إلى أن ظاهرة الاحترار تأتي نتيجة أنشطة بشرية جامحة ونماذج حالية للتقدم والتنمية، والاعتماد المتزايد على الوقود الحفري»، فيما يجادل المشككون في تغير المناخ بأن دور الإنسان في زيادة درجة حرارة الكوكب لا تعضده براهين قاطعة. وقال النداء الموجه إلى المؤتمر الذي ينعقد في باريس في الفترة من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) وحتى 11 كانون الأول (ديسمبر) المقبلين، «استشعاراً من البابا والأساقفة الكاثوليك القادمين من خمس قارات بالضرر الحادث، فإنهم يطالبون بإجراء خفض حاد في انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون والغازات السامة الأخرى»، مشيراً إلى أن فرنسيس خاطب في كلمته البابوية في شأن البيئة وخص كل شخص يعيش على هذا الكوكب. وقالت المناشدة «اتفقنا اليوم على أن كوكب الأرض إرث مشترك في الأساس، ويجب أن تعم ثماره على الجميع». وفي حين وقع على الوثيقة أمس زعماء للكنيسة الكاثوليكية من الهند وأوروبا وكولومبيا ولبنان وأنغولا والولايات المتحدة وكندا وبابوا غينيا الجديدة. وناشدت الوثيقة مؤتمر باريس أن «يضع في حسبانه ليس مجرد الجوانب الفنية لتغير المناخ، لكن أن يعالج على وجه الخصوص الابعاد الاخلاقية والمعنوية».