اجتازت أربع فتيات سعوديات من طالبات كلية دار الحكمة في جدة مرحلة الترشيح لحضور قمة الرئيس الأميركي بارك اوباما حول «روح المبادرة التجارية»، بعد أن اختارتهن واشنطن ضمن الوفود التي سيخطب فيها الرئيس الأميركي في أواخر شهر نيسان (ابريل) المقبل. وعلى رغم اختلاف طرق معرفتهن بهذه القمة والترشيح لها، إلا أن قبولهن للمشاركة جاء بناءً على ما تحمله كل واحدة منهن من أفكار ومشاريع تجارية غير تقليدية تهدف في مجملها للتغيير. أكدت الفتيات الأربع في حديثهن ل «الحياة»: أن كل واحدة منهن مشروعها التجاري يهدف لتطوير فكر جيل الشباب في المجالات كافة، إضافة إلى ممارستهن لأعمال ونشاطات تطوعية داخل مجتمعهن. قالت نورة المغربي الطالبة في قسم التمريض في كلية دار الحكمة ل «الحياة»: «مشاركتي في لقاء الرئيس الأميركي بارك اوباما جاءت عن طريق موقع المبادرة على «الانترنت»، إذا عملت على تقديم استمارات المشاركة التي احتوت على تساؤلات عن الأعمال التي عملتها وأفكاري الخاصة بحماية البيئة»، مشيرة إلى أنها حظيت بقبول استمارتها، خصوصاً أن مشروعها الأساس كان يعتمد على التوعية الاجتماعية في مجال البيئة، وأشارت إلى أن قبولها يعد مفاجأة بالنسبة لها، وقالت: «لم أتوقع أن يتم قبولي للمشاركة في مثل هذه المبادرة، خصوصاً أنها منظمة على مستوى رفيع، وكان اعتقادي أن القبول سيكون لذوي الخبرات فقط»، مؤكدة أن رغبتها في التجربة والدخول في مثل هذه المنافسة دفعاها للمشاركة عبر موقع المبادرة في «الانترنت». وعن خططها المستقبلية قالت المغربي: «اللقاء سيتيح لي فرصة التعرف على شخصيات عالمية يمكن تبادل الخبرات والمعلومات معها، أما بخصوص مشاريعي الخاصة التطويرية، فهذا ما أخطط له مستقبلاً». أما منى العامر، وهي طالبة في السنة الرابعة في كلية دار الحكمة تخصص نظم معلومات، فأتت مشاركتها عبر صديقتها التي أخبرتها عن موقع مبادرة «روح التجارة» التي يقودها الرئيس الأميركي، قالت: «طلبت ربط الموقع من صديقتي بعدما أخبرتني عنه، ولم أتردد في التسجيل وإرسال استمارتي للمشاركة». مشيرة إلى أنها كتبت جميع المعلومات الخاصة بها، لاسيما تلك المتعلقة بنشاطاتها وأعمالها التطوعية الخاصة بحماية البيئة، قالت: «إن عملي ينحصر في نشر الوعي الثقافي بالبيئة والأخطار التي تواجهها سواء من احتباس حراري وغيره من المواضيع العالمية المهمة». وأضافت: «كما احتوت الاستمارة على جميع الأعمال التطوعية التي قمت بها، منها رعاية الأيتام وأخرى تتعلق بكارثة جدة، إذ كنت من المتطوعات لإغاثة سكان الأحياء المنكوبة وغيرها». ولفتت إلى أن خططها المستقبلية تطوير مشروع «نقاء البيئة» بحيث يشمل جميع المدن السعودية ومن ثم العربية، وتكون الثقافة البيئية شيئاً أساسياً في فكر وذهن كل سعودي. في حين قادت لميس مفتي مشروعاً تجارياً بسيطاً، وهي الأخرى من طالبات كلية دار الحكمة، للمشاركة في مبادرة روح التجارة التي يقودها الرئيس الأميركي، وبحسب مفتي فإن مشروعها يحمل مسمى «كن التغير»، قالت: «تتلخص فكرة المشروع في بيع «تي شيرت» و«نونة» عليها عبارات جميلة ذات معانٍ، مؤكدة: «أن الهدف من المشروع هو تحسين الذوق العام للشبان والفتيات بما يخص الموضة، لاسيما أنهم يفضلون ارتداء «تي شيرت» ذات العبارات المختلفة». وأضافت: «إن غالبية العبارات التي تضعها على ال«تي شيرت» هي عبارات تحث الشاب والفتاة على العمل وتغيير الانماط غير السليمة في حياته». مؤكدة أن قبولها المشاركة في قمة المبادرة «روح التجارة» أفضل ما حدث لها في حياتها حتى الآن، وقالت: «مشاركتي في مثل هذه القمة فرصة كبيرة بالنسبة لي، خصوصاً في ما يتعلق بمجال عملي، إذ ستفتح لي فرص اللقاء بشخصيات يمكنني الاستفادة من خبراتهم». أما ماريا مهدلي، وهي طالبة في كلية دار الحكمة، فتم اختيارها من المشرفين على هذا البرنامج، خصوصاً انه تم اختيارها من أفضل 30 طالباً وطالبة على مستوى العالم، وقالت ل«الحياة»: «تمت دعوتي من السفارة الأميركية للمشاركة في هذا البرنامج، وبعد اجتيازي لاختبار الترشيح تم ترشيحي للمشاركة». مشيرة إلى أنها أسست شركة «رمان» التي تم تصنيفها من أسرع الشركات نمواً. قالت: «بدايتي كانت من خلال مشروع «فينك» الذي جذب أكثر من 30 ألف عضو من خلال تطوير فكر الشباب، وأضافت: «إن الهدف من مشروع «فينك» هو جذب أصحاب الأعمال على الاستثمار في تنمية الشباب، خصوصاً انهم يمثلون 70 في المئة من سكان السعودية». وحول مشاركتها في مشروع اوباما قالت: «أكيد اختياري لهذه القمة يعتبر فخراً لي كوني امرأة سعودية رائدة أعمال، وحصولي على فرصة للاجتماع مع قادة العالم ورجال الأعمال والمستثمرين المحتملين، وكسب المعرفة التي يمكن أن تؤدي إلى نمو مشاريعنا، وأيضاً تسليط الضوء على الأهداف الشخصية والإقليمية، ومن ثم استخدام هذه العملية لتحقيق هذه الأهداف».