كشفت أبحاث جديدة قامت بها جامعة «ميسوري» في الولاياتالمتحدة، أنّه كلما كان الإنسان على دراية أكثر بنفسه كلّما كان أكثر تعاطفاً مع الآخرين. ونشرت نتائج هذه الأبحاث على الموقع الإلكتروني للجامعة، إذ استخدم القائمون عليها التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة الأفراد، ووجدوا أن الأفراد الأكثر تعاطفاً مع الآخرين، ازداد عمل الأجزاء المرتبطة بالشعور الذاتي في أدمغتهم. وقال الباحثون إن تطوير الشعور بالذات لهؤلاء الأفراد سيزيد من تعاطفهم مع الآخرين. وقال استاذ علم النفس والطب العصبي في الجامعة بريك جونستون، إن الدراسة وجدت انه كلما كان الأشخاص أقل دراية بأنفسهم كلما كانوا أكثر قدرة على التعامل مع سلطة تعلوهم ولهم خبرة روحية، وكانوا أكثر قدرة على التسامح. وأفادت الدراسة أنه من أجل أن يكون الشخص متسامحاً قد يكون من المهم أن يتغاضى عن الأخطاء الصادرة منه. ويقول جونستون: «كنا نظن أن الشيء نفسه ينطبق على التعاطف، إذا ركز الأفراد أقل على أنفسهم، وبالتالي ستكون لديهم القدرة على التركيز أكثر على الآخرين والتعاطف معهم. ومع ذلك، وجدنا العكس تماماً». وأعطى جونسون وزملاؤه 31 شخصاً مصابين في الدماغ تقييمات نفسية، وجعلوهم يشاركون في أسئلة عن التعاطف. وخضع عشرون مشاركاً أيضاً للتصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا أكثر تعاطفاً يعمل لديهم الفص الجداري الأيمن من الدماغ في شكل أكبر، وهي منطقة مرتبطة بالدراية بالذات. وفي الأبحاث السابقة، وجدت الدراسات أن انخفاض الأداء في هذا الجزء من الدماغ لبعض الأفراد، يشير إلى قدرة أقل في التركيز على أنفسهم، وبالتالي قدرة أكبر على نكران الذات. إلا أن هذه الدراسة أثبتت أن زيادة الأداء في هذا الجزء من الدماغ ارتبطت مع زيادة التعاطف. وقال جونستون أن ازدياد التعاطف كان مرتبطاً كذلك مع زيادة حجم القشرة الدماغية الانعزالية، التي تستقبل المعلومات الداخلية للجسم، أو الذات. وقال جونسون إن هناك تفسيراً واحداً لذلك، وهو أن على الأشخاص أن يفهموا ذواتهم جيداً قبل فهم الآخرين، أي الشعور بالآخرين. وأضاف: «يعني ذلك أن يجرب الشخص ما يجربه الآخرون. وليفعل ذلك يجب أن يعرف الشخص نفسه جيداً». وتابع: «إذا لم يملك الأشخاص شعوراً بالذات فمن الصعب عليهم الشعور مع الآخرين أو معرفة ما يمرون به». وأضاف جونسون أن عملية التعاطف عملية معقدة، أكثر مما جاء في هذه الدراسة، إلا أن الدراسة تشكل أساساً لأبحاث مستقبلية تتعلق بالتعاطف وعلاقته بمعرفة الذات.