وقعت شركة «ياهو» أخيراً، اتفاقاً لإعلانات البحث مع شركة «غوغل»، ما يعطي دفعة لجهود رئيستها التنفيذية ماريسا ماير لتغيير مسار الشركة، التي كانت أعلنت سابقاً عن تحقيقها إيرادات وأرباح دون مستوى توقعات السوق. وبموجب اتفاق الخدمات، فإن «ياهو» لديها السلطة التقديرية لتحديد استعلامات البحث التي ينبغي إرسالها إلى «غوغل»، وهي غير ملزمة بإرسال أي حد أدنى من استعلامات البحث. وهذا الاتفاق غير حصري ويسمح لشركة «ياهو» باستخدام أي خدمة إعلانية أخرى، بما في ذلك الخدمة الخاصة بها، وخدمات شركة «مايكروسوفت». وبذلك يصبح لدى «ياهو» الآن اتفاقا بحث مع كل من «مايكروسوفت» و«غوغل»، على رغم أنه ذكر في البيان الذي صدر أخيراً أن «مايكروسوفت» سوف تستمر في خدمة غالبية حركة مرور «ياهو» البحثية. وذكرت «ياهو» التي انخفضت إيراداتها بنسبة 1.6 في المئة في التداول، إنها و«غوغل» وافقتا على تفعيل الصفقة في الولاياتالمتحدة، للسماح لقسم «مكافحة الاحتكار» في وزارة العدل الأميركية بالإطلاع عليه. وتكافح «ياهو» من أجل زيادة الإيرادات من مبيعات الإعلانات في مواجهة منافسة قوية من «غوغل» و«فايسبوك». وكانت صفقة «غوغل» واحدة من النقاط المضيئة القليلة المدرجة في بيان نتائج الربع الثالث للشركة. وقالت «ياهو» إنها تتوقع إيرادات في الربع الأخير من العام ما بين 1.16 و1.20 بليون دولار، وهو أقل بكثير من متوسط تقديرات المحللين البالغة 1.33 بليون دولار، وفقاً لاستطلاع مؤسسة «تومسون رويترز». وقالت ماير التي تدخل عامها الرابع رئيسة تنفيذية ل «ياهو» إن «التوقعات ليست مؤشراً على الأداء الذي نريده». وأضافت إننا «نشهد أيضاً استمرار الرياح المعاكسة لنا في الأعمال التجارية، والإعلانات هي الأساس في عملنا». وأعلنت «ياهو» خطة تتعلق بالاستثمار في أسهم شركة «علي بابا» الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية، وذلك عندما تطرح «علي بابا» أسهمها للاكتتاب العام في كانون الثاني (يناير) المقبل. وتملك «ياهو» حصة كبيرة في الشركة الصينية التي يتوقع أن تجمع في أول اكتتاب لها 15 بليون دولار على الأقل من المستثمرين. وجاء في بيان لشركة «ياهو» إنه «يسعدنا أن نعلن اليوم أننا أدرجنا تعديلات على اتفاق إعادة شراء الأسهم، إذا خفضنا عدد الأسهم التي على ياهو بيعها في الاكتتاب العام من 208 مليون سهم إلى 140 مليون سهم». وأكدت «ياهو» أيضاً أنها ستعيد جزءاً كبيراً من الأرباح، التي تجنيها من بيع أسهم «علي بابا» إلى المستثمرين. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع قيمة أسهم «ياهو» على رغم تراجع الإيرادات الذي أعلنت عنه. وبغض النظر عن صفقة «غوغل»، كان النجاح الوحيد الذي حققته «ياهو» في نتائجها المالية أعمالها الناشئة التي تُطلق عليها ماير اسم «مافينز»، والتي تشمل قطاعات الأجهزة المحمولة والفيديو والإعلانات الأصلية والتواصل الاجتماعي، إذ ارتفعت إيرادات الشركة من هذه المجالات الأربعة بنسبة 43 في المئة إلى 422 مليون دولار خلال الربع الثالث من العام الحالي. ويذكر أن محرك البحث التابع ل «ياهو» يأتي في المرتبة الثالثة لجهة الاستخدام بعد محركي بحث «غوغل» و«بينغ»، لكن المنافسة الشديدة بينها أدت إلى تراجع «ياهو».