اشتدت المعارك أمس في مدينة تعز، التي تشنها «المقاومة الشعبية» ومعها وحدات الجيش الموالي للحكومة الشرعية ضد مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في ظل تقدم للمقاومة في محيط القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة وسيطرة عناصرها على مواقع للحوثيين في جبهة «الضباب» غرب المدينة. في غضون ذلك شن طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع للجماعة ومخازن للسلاح والذخيرة في صنعاء ومحيطها خصوصاً في جبل النهدين، ومحافظات مأرب وتعز وحجة وصعدة والجوف وعلى امتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي حيث يحاول المسلحون الحوثيون التسلل لشن هجمات داخل الأراضي السعودية. وأفادت مصادر المقاومة في تعز بأنها خاضت معارك عنيفة ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح قرب القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة وكبدتهم عشرات القتلى والجرحى بالتزامن مع غارات لطيران التحالف، واستطاعت المقاومة والجيش المؤيد للحكومة الشرعية التقدم في جبهة «الضباب» غرب المدينة وسيطرت على مواقع الحوثيين في تلال الغضاري والجزار وذالح والكربة. وقال شهود عيان إن الحوثيين شنوا قصفاً مدفعياً وصاروخياً على الأحياء السكنية في المدينة وإن عدداً من قذائف الهاون سقطت فوق مستشفى «الثورة» الحكومي ما أدى إلى توقفه عن استقبال الحالات الطارئة. وفي مأرب أكدت المقاومة والجيش الحكومي أن القوات الشرعية اقتربت من السيطرة على مركز مديرية صرواح وقطعت الإمدادات عن المسلحين الحوثيين المنتشرين في الجبال المجاورة، وأن طيران التحالف شن سلسلة غارات على مناطق «مخدرة» و»الجدعان» شمال غربي مأرب حيث لازالت جيوب للحوثيين تدافع عن مواقعها أمام تقدم الجيش الوطني. وطاولت الغارات في صنعاء معسكر جبل النهدين المطل على القصر الرئاسي ومستودعات في شارع «تعز» يُعتقد بأنها كانت تحوي أسلحة وذخائر للحوثيين، وامتد القصف إلى منطقة سنحان إحدى الضواحي جنوب العاصمة كما استهدفت مجاميع مسلحة من الحوثيين وآليات عسكرية في مديريات حرض وحيران وعبس التابعة لمحافظة حجة. وفي عدن أفاد شهود بأن مسلحين هاجموا السجن المركزي في منطقة المنصورة بقذائف صاروخية واستطاعوا تهريب عدد من السجناء بينهم متهم رئيس بمحاولة اغتيال محافظ عدن السابق نائف البكري وهو وزير الشباب والرياضة الحالي في حكومة بحاح. إلى ذلك أفاد طلاب جامعيون في عدن بأن متشددين من تنظيم «داعش» وزعوا منشورات تحذّر من استمرار الاختلاط بين الطلاب والطالبات في قاعات الجامعة أثناء المحاضرات، ومن إقامة الحفلات التي تستخدم فيها الموسيقى باعتبار ذلك على حد زعم التنظيم» مخالف للشريعة الإسلامية» كما تضمنت المنشورات تهديداً ووعيداً لمن يتجرأ على المخالفة. وكشف ناشطون وإعلاميون قريبون من الحكومة أن جهود وساطة قادها وجهاء وزعماء قبليون وسياسيون فشلت على مدى الأسابيع الأخيرة في إقناع قيادات مسلحين محسوبين على تنظيمي «القاعدة» و»داعش» بمغادرة عدن ومدينة الحوطة في لحج ومناطق من أبين المجاورة وتسليم أسلحة ثقيلة تضم مدرعات ودبابات ومنصات إطلاق صواريخ إلى السلطات كانوا أخفوها في مناطق جبلية. وأكدت هذه المصادر أن الوسطاء التقوا بقيادات مفترضة ل «القاعدة» و»داعش» في مناطق تواجدهم من أمثال «خالد عبد رب النبي، وأبو مصعب العدني وهو مسؤول «داعش في عدن، وخالد العبادي المسؤول في يافع، وشقيق جلال بلعيدي وقيادات أخرى تتواجد في أحور وجعار في محافظة أبين، وتوقعت المصادر أن المواجهة محتمة بين السلطات الحكومية وبين المسلحين المتطرفين». وفي الرياض ذكر بيان أصدرته المقاومة اليمنية أن 17 مسلحاً من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قتلوا وجرح آخرون، في قصف شنه طيران التحالف في محافظة تعز، وأنه قصف ثلاث دوريات تابعة للحوثيين وقوات صالح في معسكر اللواء 35 بمفرق المخا، ما أدى إلى تدمير مخزن سلاح، وأسفر عن مقتل 11 متمرداً وجرح آخرين. وذكرت مصادر محلية ل «الحياة» أن المقاومة مسنودة بقوات التحالف تمكّنت من صد هجمات شنّها الحوثيون على مواقعها في ثعبات ومحيط منزل صالح. وإزاء الوضع الإنساني المتدهور نتيجة المعارك في تعز، عبّر عدد من المنظمات الدولية في اليمن عن «قلقه العميق»، ودان قصف الحوثيين المدنيين، ومنعهم دخول الإمدادات الطبية إلى المدينة، إذ يستمر القصف العشوائي للأحياء السكنية من مواقع عدة، شمال المدينة وشرقها، واستهدف القصف أحياء التحرير الأسفل والأجينات وصبر وثعبات، وأدى إلى خسائر مادية وبشرية.